## أنيس منصور: سحر الكلمة وتنوع المواهب
أنيس منصور، اسمٌ ارتبط في الذاكرة العربية
بالكلمة الراقية، والحكاية المشوقة، والرؤى الفلسفية العميقة. لم يكن أنيس مجرد
كاتب، بل كان صانع عالمٍ ثقافيٍّ غنيٍّ، تجول فيه بين أرجاء التاريخ والسياسة
والأدب والفلسفة، مُسائلاً أعماقها بمَشاعِرٍ شفافةٍ وعقلٍ مُنيرٍ.
## أنيس منصور: سحر الكلمة وتنوع المواهب
**طفولةٌ تَغَذّتْ بالكتبِ:**
ولد أنيس في المنصورة عام ١٩٢٠، في بيئةٍ ريفيةٍ بسيطةٍ. كانت طفولته
حافلةً بالجمال البسيط للحياة الريفية، شقشقة الفجر، ورائحة القرنفل،
وصداقات لم تدم، لكنه وجد ملاذه الحقيقيّ
في الكتب. كانت القراءة بالنسبة له مُسْتَقرًا َ
وتَغذِيةً لروحٍ مُتَشَوّقةٍ
للمعرفة.
**صحفيٌّ مُتميزٌ:**
بدأ مسيرته المهنية في عالم الصحافة عام ١٩٥٠، مُسْتَقِرّاً في صحيفة "الأهرام" لمدة عامين،
ثم "أخبار اليوم"، و"روز
اليوسف"، "دار الهلال"
. لم يَكُن أنيس مجرّد مُؤلّفِ
مقالاتٍ يوميةٍ، بل كان حرفيّاً
مُخْتَصّاً في فنّ الصحافة،
مستفيداً من خبرةٍ
مُتَراكمَةٍ في مختلف
منابرها.
**مواقفٌ يوميةٌ:**
اشتهر عموده اليوميّ في "الأهرام" باسم "مواقف" ، والذي
استمر لمدة خمسةٍ
وثلاثينَ عاماً. كانت "مواقف" مُعْتَمَدَةً
من قبل قراء "الأهرام" لِمَا تَحْمِلُهُ من
أفكارٍ رَوْعةٍ ومَشَاعِرَ
صادِقةٍ في تَطَرّقِهِ
لِكُلّ مَا هُوَ
جَدِيدٌ في العالم.
**أنيسٌ المَسْرُور:**
لم
يَكُن أنيس مُقيّدًا بِحَدٍّ أو مَجالٍ
مُعَيّنٍ. فقد تجول
في مختلف أصناف
الكتابةِ من القصة
القصيرة، إلى المسرحية،
إلى الترجمة الذاتية،
إلى الفلسفة، إلى
التاريخ، مُعْطِياً كلّ مَجالٍ
نَصيبَهُ من أفكاره
ومَشَاعِرِهِ.
**حيويةٌ في الأسلوبِ:**
كانت لغةُ
أنيس منصور سِحرًا
في نَفْسِهِ، تَجْتَمِعُ
فيها البساطة وَالرّيقة
وَالْوَضُوح، مُكْتَمِلةً بِحِكْمَةٍ
مُتَراكمَةٍ وَتَجَارِبَ حياتيةٍ
غنيةٍ.
**من بين أفكارهِ:**
* **التناقضاتُ الحياتيةُ:** كان
أنيسٌ مُولعًا بِتَسْلِيطِ
الضّوءِ على التناقضاتِ
التي تَحْكُمُ حياةَ
الْبَشَرِ، وَكَيفَ يَجْتَمِعُ
الجمالُ والقبحُ، والسعادةُ
والشقاءُ في لوحةٍ
واحدةٍ.
* **الحكمةُ من
المُعاناةِ:** كان يَعتقدُ
أنهُ لا يُوجَدُ
فَرقٌ بين الْقِمّةِ
وَالْقاعِ حين تَأْتِي
المُعاناةُ، فَكُلّ نَفْسٍ
مَعرّضةٌ لِلمُشْكِلاتِ وَالمَطْبّاتِ
بِأَنْوَاعِها.
* **قوةُ الصّمتِ:** كان
يُؤمِنُ أنهُ "لا
يَجِبُ تبديدُ الطاقةِ
في الْخُصوماتِ وَالْمُشَاحَنَاتِ". فَكَانَ
يُفضّلُ الصّمتَ عندَ
اللّزومِ، مُعْتَبِرًا أنهُ
أبلغُ ردٍّ.
**تأثيرٌ مُستمرٌّ:**
كان أنيسٌ
منصور مُعَلّمًا لِكُلّ
مَن قَرَأ كُتُبَهُ
وَأَصْوَاتَهُ. فَقَدْ أَثّرَ
في أَجْيَالٍ مُتَعاقِبَةٍ
من الْقُرّاءِ وَالْكُتّابِ،
مُشَجّعًا الْجَميْعَ على
اِتّباعِ الطريقِ الْحقيقيّ
للّغةِ وَالْأَدَبِ.
**مُستقْبَلٌ مُشرقٌ:**
سيَظَلّ أنيسٌ
منصور مُوجُودًا في
ذِهْنِ الْعَالَمِ الْعَرَبِيّ
بِكَتَابَاتِهِ وَأَفْكَارِهِ الْعَميقةِ،
مُنْقُلاً الْعِبَرَ وَالْحِكْمَةَ
من جِيلٍ إلى
جِيلٍ. وَسَيُظَلّ سِحرُ
كَلِمَاتِهِ وَتَنوعُ مَواهِبِهِ
مُشَوّقًا لِأَجْيَالٍ جديدةٍ
لِتَسْتَكْشِفَ وَتَفْهَمَ عالمَهُ
الْغنيّ.
**في "صالون العقاد":**
يُعدّ
كتاب "في صالون العقاد" واحداً من أبرز كتابات أنيس منصور، فهو
كتابٌ غنيٌّ بالحكاياتِ
وَالذّكرياتِ وَالْرؤى الفلسفيةِ
عن الْعَقّادِ وَصَالُونِهِ
الْأَدَبِيّ الْمُشهَدِ.
**الرحلةُ مع الْعِظَامِ:**
قَدَّمَ أنيسٌ
منصور في كتابهِ "الْبَقِيّةُ في
حَيَاتِي" سِيَرَةً ذاتيةً
مُشْوِقةً وَصَريحَةً عن
حَيَاتِهِ وَتَجَارِبِهِ، وَكَيْفَ
تَأَثّرَ بِشَخْصِيّاتٍ عِظَامٍ
مِثْلَ طَهَ حُسَيْن
وَالْعَقّادِ وَلوِيس عَوّاد
وَزَكِيّ نَجِيب مُحَمّدِ.
**مُجتمعٌ مُتَصَوّرٌ:**
فَكَانَ أنيسٌ
منصور يَحْلُمُ بِمُجْتَمَعٍ
مُتَصَوّرٍ مُبْنًى على
الْحُبّ وَالْفَهْمِ وَالتّفَاهُمِ، وَكَانَ
يُؤمِنُ أَنّ الْحَيَاةَ
بِدُونِ لَحْظَةِ تَأَمُّلٍ
لا تَحْتَمِلُ.
**مُشاعِرٌ حَسّاسةٌ:**
كان أنيسٌ
منصور مُتَفَاعِلًا مَعَ الْحَدَثِ
الْعَرَبِيّ وَالْعَالمِيّ، وَكَانَ
يَتَحَسّسُ مَشَاعِرَ الْبَشَرِ
وَيَتَأَمّلُ في مُشْكِلاتِهِمِ. فَكَانَ
يَكْتُبُ بِمَشَاعِرَ حَسّاسةٍ
وَتَجَارِبَ مُشْتَقّةٍ من
حَيَاتِهِ وَتَجَارِبِهِ.
**وَقَدْ
أَثْرَى أنيس منصور
الْحَيَاةَ الْأَدَبِيّةَ الْعَرَبِيّةَ
بِكَتَابَاتِهِ وَأَفْكَارِهِ الْغَنِيّةِ
وَالْوَاضِحَةِ. سيَظَلّ سِحرُ
كَلِمَاتِهِ وَتَنوعُ مَواهِبِهِ
مُشَوّقًا لِأَجْيَالٍ جديدةٍ
لِتَسْتَكْشِفَ وَتَفْهَمَ عالمَهُ
الْغنيّ.**