recent
أخبار ساخنة

الخوف من القلم: لماذا يخشى البعض الكتابة والأدب؟

 

الخوف من القلم: لماذا يخشى البعض الكتابة والأدب؟

يُعدّ القلم أداةً قويةً، يُمكن أن تُشكل به روائع أدبية و تُسطر به تاريخًا، لكنّه يُثير رُعبًا لدى البعض، و يُصبح سببًا لخوفهم من الكتابة والأدب بشكل عام. لِمَ تُصبح الكلمات، تلك الحروف البسيطة، مصدرًا للقلق والرهبة لدى بعض النفوس؟ لماذا يتجنبون استخدام القلم كوسيلة للتعبير عن أفكارهم ومشاعرهم؟


الخوف من القلم: لماذا يخشى البعض الكتابة والأدب؟

الخوف من القلم: لماذا يخشى البعض الكتابة والأدب؟



 

يُمكن أن نجد عدة أسباب مُتداخلة لِمَ يخشى البعض القلم والأدب. بعضها يُرتبط بالثقافة المجتمعية، وبعضها الآخر ينبع من خوفهم من الذات أو من ردود أفعال الآخرين. وفيما يلي نُسلّط الضوء على بعض الأسباب المُحتملة لهذا الخوف:

1. الخوف من الحكم والتقييم:

ربما يكون الخوف من الحكم والتقييم هو العامل الأساسي الذي يُخيف البعض من كتابة أيّ شيء. فهم يخشون أن تُحكم على كتاباتهم بقسوة، وأن تُعتبر أفكارهم غير مُناسبة أو غير مُقبولة. يَشعرون بأنّ الكتابة تُكشفهم أمام العالم، وتُجعلهم عرضةً لانتقادات لاذعة قد تُؤذي مشاعرهم.

 

ويُمكن أن ينبع هذا الخوف من عدة مصادر:

التربية: قد تكون التربية المنزلية أو التربية المدرسية سببًا في زرع هذا الخوف. فبعض الآباء يُركزون على النجاح الأكاديمي دون الاهتمام بِإبداع أطفالهم، بينما يُركز المعلمون على تصحيح الأخطاء اللغوية بدلاً من تشجيع الطلاب على الكتابة بحرية.

المجتمع: تُشكل المجتمعات الضغط على أفرادها، فبعضها يُشجع على الالتزام بقواعد معينة، ويُحارب أيّ نوع من الاختلاف أو التمرد، مما يجعل البعض يخشى من التعبير عن أفكاره بحرية.

 

وسائل التواصل الاجتماعي: يُصبح من السهل للغاية على الأشخاص إبداء آرائهم عبر الإنترنت، وُتُصبح الانتقادات والهجمات الشخصية أكثر انتشارًا، مما يُخيف البعض من مشاركة أفكارهم خوفًا من التعرض للتنمر أو الاستهزاء.

2. الخوف من الكشف عن الذات:

يُمكن أن تُصبح الكتابة تجربةً مُرهقةً لمن يخشون من الكشف عن ذواتهم. فهم يُدركون أنّ الكلمات تُجسد أفكارهم ومشاعرهم، وتُكشف عن جوانب مُخفية من شخصياتهم. ويُؤثر هذا الخوف على قدرتهم على التعبير عن مشاعرهم وذكرياتهم الشخصية بطريقة مُتعمقة.

خوف من الألم: قد يكون هذا الخوف مُرتبطًا بتجارب مؤلمة في الماضي، مثل علاقة فاشلة أو فقدان شخص عزيز. فهُم يخشون من إحياء تلك الذكريات المؤلمة من خلال الكتابة عنها، ويَشعرون بأنّ ذلك سيُزيد من معاناتهم.

 

خوف من الإحراج: قد يكون البعض خجولًا بشكل طبيعي، ويخشى من الكشف عن جوانب مُتعلّقة بِشخصيته أو بِحياتهم الخاصة. فكُلّما كتبوا أكثر، كُلّما شعروا بأنهم يُصبحون أكثر عرضة للانتقادات والهجوم.

 

3. الخوف من الفشل:

يُمكن أن يُصبح الفشل مُقلقًا للغاية، خاصةً بالنسبة لمن يَعتقدون أنّه يُعكس إخفاقهم في تحقيق النجاح. فهُم يُخشون من عدم قدرتهم على كتابة نص يُناسب توقعاتهم، أو أن تُرفض كتاباتهم من قبل النّاشرين.

الخوف من المعايير المرتفعة: يَعتقد البعض بأنّ الأدب يتطلب مهارات عالية، وأنه لا يُمكن للجميع أن يُصبحوا كتابًا ناجحين. لذلك، يُصبحون مُرهقين من التفكير في المعايير المرتفعة التي يجب أن يحققوها، ويَشعرون باليأس من الوصول إليها.

الخوف من ردّ فعل الآخرين: يُمكن أن يُؤثر رأي الآخرين بشكل كبير على شعور البعض بالفشل. فهم يَخشون من أنّ كتاباتهم لن تُلقى القبول، وسيُتعرضون للانتقادات والرفض، مما يُؤثر سلبًا على ثقتهم بأنفسهم.

 

4. الخوف من العالم الخارجي:

قد تُؤثر الظروف الخارجية، مثل الضغط الاجتماعي أو الاقتصادي، على رغبة البعض في الكتابة. فهم يشعرون بأنّهم مُجبرين على التركيز على احتياجاتهم اليومية، ولا يَمتلكون الوقت أو الطاقة الكافية للكتابة.

الخوف من عدم وجود وقت كافٍ: يُمكن أن يُصبح الشعور بالإرهاق من مشاغل الحياة اليومية سببًا رئيسيًا لِمَ يتجنب بعض الناس الكتابة. فهم يَشعرون بأنّ حياتهم مليئة بالالتزامات، ولا يُمكنهم أن يخصصوا وقتًا كافيًا لِعالم الأدب.

الخوف من عدم وجود دعم كافٍ: يُمكن أن يُؤثر عدم وجود دعم عائلي أو مادي على رغبة البعض في الكتابة. فهُم يَشعرون باليأس من عدم قدرتهم على تحقيق أحلامهم الأدبية دون وجود بيئة مُشجعة ومُساعدة.

 

5. الخوف من فقدان السيطرة:

يُمكن أن يُصبح الخوف من فقدان السيطرة على أفكارهم ومشاعرهم سببًا رئيسيًا لِمَ يخشى البعض من الكتابة. فهم يَشعرون بأنّ الكتابة قد تُكشف عن جوانب مُخفية من شخصياتهم، وتُجعلهم مُعرّضين لأفكار مُزعجة أو مشاعر قوية لا يَستطيعون السيطرة عليها.

الخوف من الصراحة المفرطة: يُمكن أن تُؤدي الكتابة إلى إطلاق أفكار ومشاعر مُحتجزة لفترة طويلة، وهذا قد يُجعلهم يشعرون بالقلق أو الخوف من فقدان السيطرة على أنفسهم.

 

الخوف من مواجهة الواقع: قد يُصبح الخوف من مواجهة الواقع مُرهقًا، خاصةً إذا كانت هناك أفكار أو مشاعر مُؤلمة مرتبطة به. فهم يَخشون من أنّ الكتابة قد تُجبرهم على مواجهة تلك الأفكار، ويَشعرون بأنّ ذلك سيُسبب لهم الألم.

كيف يمكن التغلب على الخوف من الكتابة؟

التجرؤ على الكتابة: لا داعي للخوف من البدء بالكتابة، فبداية أيّ مشروع هي الأصعب، لكنّها ضرورية. أبدأ بكتابة أشياء صغيرة، مثل مذكرات يومية أو وصف للأشياء التي تراها.

 

اختيار موضوع مُناسب: يُمكن أن يساعد اختيار موضوع يُثير اهتمامك أو يُشعرك بالراحة في التغلب على الخوف من الكتابة. اختر موضوعًا تحبه أو تُشعر به بقوة، وسيُصبح من السهل عليك البدء بالكتابة.

الكتابة بحرية دون خوف من النقد: يُمكن أن تُصبح الكتابة بحرية دون خوف من النقد مُمتعة للغاية. لا تقلق من الأخطاء اللغوية أو من عدم وضوح أفكارك في البداية. اكتب ما تشعر به، وتركّز على التعبير عن أفكارك ومشاعرك بشكل شخصي.

 

قراءة أعمال الآخرين: يُمكن أن تساعدك قراءة أعمال الكُتّاب الآخرين على فهم كيفية الكتابة والتعبير عن أفكارهم. اختر أعمالًا تُثير اهتمامك، ولاحظ كيف يصفون مشاعرهم ويُعبّرون عن أفكارهم.

التواصل مع كتاب آخرين: يُمكن أن تُساعدك مشاركة تجاربك مع كتاب آخرين على التغلب على الخوف من الكتابة. شارك أفكارك معهم، واطلب نصائحهم ودعمهم.

عدم التوقّع للكمال: لا يُمكنك أن تُصبح كاتبًا مثاليًا بين عشية وضحاها. يُمكن أن تتحسن مهاراتك الكتابية مع الممارسة والتجربة. فكر في الكتابة كِرحلة تعلم، واستمتع بِمراحل التطور التي تُمرّ بها.

في النهاية، تُعتبر الكتابة أداةً قويةً للتعبير عن النفس، وتُمكن من التواصل مع الآخرين على مستوى أعمق. لا تدع الخوف من الكتابة يُحرمك من هذه التجربة الرائعة. جرّب الكتابة، واترك نفسك تُعبّر عن مشاعرك وأفكارك بحرية، وسيُصبح عالم الأدب عالمًا مُمتعًا و مُشجّعًا بالنسبة لك.


author-img
Tamer Nabil Moussa

تعليقات

ليست هناك تعليقات

    google-playkhamsatmostaqltradent