recent
أخبار ساخنة

"وراءها الصنوبرُ البعيد": رحلة في عالم الشعور والطبيعة

الصفحة الرئيسية

 

 

 

"وراءها الصنوبرُ البعيد": رحلة في عالم الشعور والطبيعة

يُقدم الشاعر [جمال الدين عبد العظيم] في ديوانه "وراءها الصنوبرُ البعيد" رحلة شعرية مُميزة تُلامس أوتار النفس الإنسانية وتُطوف بجمال الطبيعة في أفق واسع من المشاعر والتأملات. يُعدّ هذا الديوان الثاني له بعد ديوانه الأول "مقالة الريح" عام 2012، ويُعدّ "نهر من سفرجل" ثالث ديوان له قيد الطبع.


"وراءها الصنوبرُ البعيد": رحلة في عالم الشعور والطبيعة

"وراءها الصنوبرُ البعيد": رحلة في عالم الشعور والطبيعة




يُمكن القول أنّ "وراءها الصنوبرُ البعيد" هو نتاج لأبحاثٍ شاملةٍ في مجال النقد الأدبي، حيث حصل الشاعر على درجة الماجستير في النقد الأدبي عن "الرؤية الفنية في الرواية عند فؤاد قنديل" . تُظهر هذه الخلفيات العلمية أثرًا واضحًا على بنية الديوان والتصوير الشعري الذي يُقدّمه.

الطبيعة: مُلهم الشعر و مرآة الذات

يُشكل الديوان رحيلًا جماليًا إلى عالم الطبيعة الذي تُلهم الشاعر وتُصبح مصدرًا للمشاعر والتأملات العميقة. يُظهر الشاعر علاقة وثيقة بِالمُحيط الطبيعي ، فَتَصْبِحُ الأشجار والصخور والطيور والنباتات عناصر مُهمّة في بناء قصائده وتُعبّر عن أفكاره ومشاعره .

ففي قصيدة "وراءها الصنوبرُ البعيد" يُعبّر الشاعر عن التوق لِلحياة البسيطة و لِلتواصل مع الطبيعة ، و يُجسّد هذا التوق في صورة الصنوبر البعيد الذي يُشكل رمزًا لِلرّاحة و لِلسكينة . تَتَجَلّى هذه العلاقة الوثيقة بين الشاعر و الطبيعة في العديد من القصائد ، و تُصبح الطبيعة مُلهمًا لِلفكر و لِلحلم و لِلتأمل في الوجود و مصير الإنسان .

لغة الشعر و الشعر الوجداني

تتميز لغة الديوان بالثراء و بالجمال اللغوي الذي يُستخدم في بناء صور شعرية مُتّصلة بالطبيعة و بِمشاعر الشاعر . يُختار الشاعر الكلمات بِدقة و يُركّز على إبراز الجمال و العاطفة ، فَتُصبح لغة الديوان مُشحونة بِالشعر الوجداني الذي يُلامس النفس الإنسانية و يُشعل فيها مُشاعر الإعجاب و الحب و التأمل .

ولكن هناك بعض الملاحظات حول لغة الديوان ، فَتُصبح بعض الكلمات و التركيبات لغوية مُكرّرة ، و تَفتقر بعض القصائد إلى التنوع اللغوي و التجديد ، و تَصْبِحُ لغة الديوان في بعض الأحيان مُرتبطة بِالتقاليد الشعرية و الضوابط الشعرية ، و تَفقد من جمالها و مُتعة الاستمتاع بها .

التفعيلة و القصيدة النثرية

يعتمد الشاعر في ديوانه على إيقاع التفعيلة ، و يُلاحظ في بعض القصائد ميل الشاعر نحو فضاء قصيدة النثر . تَتَجَلّى هذه الميل في بعض القصائد التي تَتسم بِالجرأة و بِالتحرّر من القيود الشعرية و بِالمُحاولة في إيجاد شكل جديد لِلشعر .

الخلاصة

"وراءها الصنوبرُ البعيد" ديوان شعر يُقدم رحيلًا جماليًا إلى عالم الطبيعة و لِعالم الشعور ، و يُبرز مُوهبة الشاعر في بناء القصائد و تقديم لغة شعرية جميلة . تَتَجَلّى في الديوان علاقة وثيقة بين الشاعر و الطبيعة و بين الشاعر و نفس الوجود .

ولكن يُمكن لِلشاعر أن يُحقّق نتائج أفضل و أن يَتَجاوز بعض الحدود التي تُقيّد إبداعه ، و أن يُزِيد من تَنوع لغة الديوان و أن يَجرب أشكال جديدة لِلقصيدة ، و أن يَستفيد من الخبرات العلمية التي حصل عليها في مجال النقد الأدبي .

author-img
Tamer Nabil Moussa

تعليقات

ليست هناك تعليقات

    google-playkhamsatmostaqltradent