### **لماذا ننام: رحلة في أعماق العقل والجسد لكشف أسرار النوم**

 

 

**"مكتمل": خاتمة ملحمية لسلسلة "دستوبيا التفكيك" لنيل شُسترمان**

 

تُمثل رواية "مكتمل" للكاتب الأمريكي المبدع نيل شُسترمان، الفصل الرابع والمنتظر بشغف ضمن سلسلة "دستوبيا التفكيك" (The Unwinding Dystology)، وهي سلسلة استطاعت أن تحفر لنفسها مكانة بارزة في أدب الشباب البالغ الديستوبي بفضل طرحها الجريء والمقلق لقضية "التفكيك". تأتي هذه الرواية لتُكمل، وربما لتختتم، المسار الملحمي الذي بدأ مع "مفكك" (Unwound)، ومرّ بـ "منقوص" (UnWholly)، و"مفرَّغ" (UnSouled)، مقدمةً للقراء جرعة مكثفة من التشويق، الصراع الأخلاقي، والبحث عن الخلاص في عالم قاسٍ ومظلم.

**"مكتمل": خاتمة ملحمية لسلسلة "دستوبيا التفكيك" لنيل شُسترمان**

**"مكتمل": خاتمة ملحمية لسلسلة "دستوبيا التفكيك" لنيل شُسترمان**

تدور الأجداث

 

تدور أحداث السلسلة في مستقبل بائس حيث وجدت أمريكا طريقة لإنهاء حرب أهلية ثانية من خلال "قانون الحياة"،

 الذي ينص على أن حياة الإنسان مقدسة منذ الحمل حتى بلوغ الثالثة عشرة، ولكن بين سن الثالثة عشرة والثامنة عشرة، يمكن للآباء اختيار "تفكيك" أبنائهم المراهقين. عملية التفكيك لا تعتبر موتًا من الناحية الفنية، بل يتم تفكيك أجساد المراهقين وإعادة استخدام كل جزء منها في عمليات زرع لأشخاص آخرين، مما يعني أن المراهق "يعيش" بشكل مجزأ في حالة "مفككة". هذا المفهوم المروع هو حجر الزاوية الذي بنى عليه شُسترمان عالمه المعقد والمثير للجدل.

 

• في "مكتمل"، نجد أن خيوط القصة التي تتبعت أبطالنا الرئيسيين – كونر، ريسا، ليف، وكام – تتشابك
•  وتتباعد بطرق درامية. بعد التحديات الهائلة التي واجهوها في الأجزاء السابقة، يبدو أن الهدف
•  النهائي، وهو القضاء التام على ممارسة التفكيك اللاإنسانية، بات أقرب وأيضًا أكثر خطورة من أي
•  وقت مضى.

 المحاور الرئيسية 

 

يتركز أحد المحاور الرئيسية على **كونر لاسيتر**، الفتى الهارب الذي أصبح رمزًا للمقاومة، و**ريسا وارد**،

 الفتاة الموهوبة والناجيةمن دار أيتام الدولة، بالإضافة إلى **جرايس**، شخصية تحمل مفاتيح قد تغير مجرى الأحداث. يكتشف هذا الثلاثي حلاً بديلاً للتفكيك، يوصف بأنه "سري وعبقري"، ويمثل بارقة أمل ليس فقط لإنقاذ آلاف المراهقين المهددين.

1.  بل لتقديم بديل أخلاقي وإنساني يمكن للمجتمع تبنيه. لكن كما هي عادة العوالم الديستوبية، فإن
2.  بصيص الأمل هذا يواجه خطرًا داهمًا؛ حادث مفاجئ وغير متوقع يهدد بإجهاض هذا الحل الوليد قبل
3.  أن يرى النور، مما يضع الأبطال في سباق محموم ضد الزمن والظروف.

 المصير

على جبهة أخرى، نتابع المصير المعقد لـ **كام كامو (كاموس كومبريت)**، الفتى المركب بالكامل من أجزاء مأخوذة من مراهقين تم تفكيكهم،

 والذي يمثل تجسيدًا حيًا لفلسفة التفكيك ولكنه يناضل من أجل إثبات إنسانيته ووجوده كفرد مستقل. بعد تضحيته الكبيرة في الجزء السابق لإنقاذ ريسا ورفاقه، يقع كام مجددًا في قبضة **روبرتا**، العقل المدبر والمقلق وراء مشروع كام. تستخدم روبرتا نفوذها وقدرتها على التلاعب بعقله، فتمحو ذكرياته عن ريسا.

• حبه الأول ومرساته العاطفية، في محاولة لإعادة تشكيله والسيطرة عليه بالكامل. يمثل صراع كام من
•  أجل استعادة ذاته المفقودة وتحديد هويته في مواجهة هذا التلاعب النفسي، أحد أكثر الخطوط السردية
•  تأثيرًا وعمقًا في الرواية.

 الفتى

أ

 

ما **ليف كالدر**، الفتى الذي كان من المفترض أن يتم تفكيكه كـ "عشور" ديني ولكنه تحول إلى ناشط مناهض للتفكيك،

 فيخوض معركة من نوع مختلف. يكافح ليف بلا هوادة لإقناع قبائل "شعب المحظوظين" (ChanceFolk/Fortunates) – وهي مجتمعات تعيش على هامش المجتمع الرئيسي – بأن يعلنوا رسميًا عن رفضهم للتفكيك ويوفروا ملاذًا آمنًا للهاربين. مهمته الدبلوماسية تصطدم بالتردد والعقبات، ويواجه شبح الإخفاق. السؤال المطروح هو: هل سيستسلم ليف لليأس، أم سيجد طريقة مبتكرة وغير متوقعة لتحقيق هدفه وحشد الدعم اللازم للقضية؟

 

• تنسج رواية "مكتمل" هذه الخيوط المتعددة معًا ببراعة، مستكشفة ثيمات عميقة كالهوية، والذاكرة
•  والأخلاق، ومعنى أن تكون "مكتملًا" ليس فقط جسديًا بل روحيًا ونفسيًا. تتصاعد المواجهة بين
•  الأبطال وبين القوى التي تسعى للحفاظ على الوضع الراهن، متمثلة في "المواطنة الاستباقية"
•  (Proactive Citizenry) و"شرطة الأحداث" (Juvenile Police)، وهما ذراعا النظام القمعي
•  الذي يفرض التفكيك.

 

هل ستنجح الشخصيات في لمّ شمل مساراتها المشتتة؟ هل سيجدون أخيرًا ذلك الشعور بالـ "اكتمال" الذي يحمل عنوان الرواية دلالته؟ الأهم من ذلك، هل سيتمكنون من إيجاد شرارة توقظ ضمير العالم وتنهي كابوس التفكيك.

الختام

 أم أن قوى الظلام واليأس ستنتصر في النهاية؟ "مكتمل" تعد بأن تكون خاتمة مشحونة بالعواطف، مليئة بالتحولات المفاجئة، وتطرح تساؤلات جوهرية حول قيمة الحياة وما يعنيه أن تكون إنسانًا في مواجهة نظام يسعى لتجزئتك حرفيًا ومجازيًا. إنها ليست مجرد نهاية لسلسلة، بل دعوة للتفكير في عالمنا المعاصر أيضًا.