### **نجاة فالو بلقاسم: عندما يتجاوز خيال الحياة حدود الهوية والسياسة**

 

 

## "حول القيادة: دروس للقرن الحادي والعشرين" لتوني بلير: تحليل وتقييم

 

يُعد كتاب "حول القيادة: دروس للقرن الحادي والعشرين" لرئيس الوزراء البريطاني الأسبق، توني بلير، إضافة مهمة إلى أدبيات القيادة، خاصةً في سياق عالمنا المعاصر الذي يشهد تحولات متسارعة وتحديات معقدة.

## "حول القيادة: دروس للقرن الحادي والعشرين" لتوني بلير: تحليل وتقييم

 يمثل الكتاب خلاصة تجربة بلير الشخصية في الحكم، ويقدم رؤى قيمة حول الصفات والمهارات الضرورية لبناء قائد ناجح وقادر على مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين.

 

**جوهر الكتاب دليل عملي للحكم الرشيد**

 

يستهدف الكتاب بشكل أساسي القادة الحاليين والطموحين، ويقدم لهم ما يشبه "الدليل العملي للحكم الرشيد"، كما وصفه البعض. ينطلق بلير من تساؤلات جوهرية حول طبيعة الزعامة السياسية، خاصةً في منصب رئيس الحكومة، ويحاول الإجابة على أسئلة من قبيل: ما هيالصفات والمهارات التي تجعل من المرء زعيماً جيداً؟ وما الذي ينبغي على القادة فعله وتجنبه لزيادة فرصهم في النجاح؟

 

• لا يقدم بلير تعريفاً محدداً وثابتاً للقيادة الفعالة
•  بل يقر بصعوبة وصف هذه الظاهرة بموضوعية
•  خاصةً في عالم السياسة الذي لا يتطلب مؤهلات رسمية 
• أو خبرة أو تدريب محدد. 
• ومع ذلك، يسعى الكتاب إلى تقديم إطار عام
•  يساعد القادة على فهم طبيعة القيادة الفعالة ومتطلباتها.

 

**المقومات الأساسية للقائد الناجح من وجهة نظر بلير**

 

يركز الكتاب على مجموعة من المقومات والمهارات التي يراها بلير ضرورية للقائد الناجح، ويمكن تلخيصها في النقاط التالية:

 

1. *   **وضع خطة واضحة والالتزام بها:** يؤكد بلير على أهمية وجود رؤية واضحة وخطة عمل محكمة، والالتزام بتنفيذها رغم التحديات. فالقيادة، من وجهة نظره، تتطلب القدرة على تحديد الأهداف والعمل بجد لتحقيقها.
2. *   **إدارة الوقت بفعالية:** يشدد بلير على أهمية إدارة الوقت بفعالية، فالقائد الناجح هو الذي يستطيع استغلال وقته بشكل أمثل، وتخصيص الوقت الكافي لكل مهمة.
3. *   **تحديد الأولويات:** يعتبر بلير أن القدرة على تحديد الأولوياتهي إحدى أهم مهارات القائد الناجح، فالقائد يجب أن يكون قادراً على تحديد المهام الأكثر أهمية والتركيز عليها، وتأجيل أو تفويض المهام الأقل أهمية.
4. *   **التمييز بين التكتيكات والاستراتيجيات:** يؤكد بلير على أهمية فهم الفرق بين التكتيكات والاستراتيجيات، فالقائد يجب أن يكون قادراً على وضع استراتيجيات طويلة الأجل، وتنفيذها باستخدام تكتيكات مناسبة.
5. *   **تفضيل الخطط المحكمة على السياسة السائدة:** يرى بلير أن القائد يجب أن يكون مستعداً لاتخاذ قرارات قد لا تحظى بشعبية، إذا كانت تخدم المصلحة العامة على المدى الطويل. فالقيادة تتطلب في بعض الأحيان اتخاذ قرارات صعبة وغير شعبية.
6. *   **الاستعداد لاتخاذ قرارات "غير شعبية" والمتابعة حتى تحقيق النتائج المرجوة:** يشدد بلير على أن القيادة تتطلب الشجاعة لاتخاذ قرارات صعبة، والإصرار على تنفيذها حتى تحقيق النتائج المرجوة. فالقائد يجب أن يكون مستعداً لتحمل المسؤولية عن قراراته، والدفاع عنها.

 

**نقد وتقييم بين النصيحة القيمة والتطبيق العملي**

 

حظي الكتاب بإشادة واسعة النطاق، خاصةً من قبل المراقبين الذين أشادوا بنصائح بلير القيمة، والتي تنمعن عقلية سياسية محنكة. كما أشادوا بشرحه للطريقة التي تعمل بها عقلية أغلب القادة الذين يدركون أهمية وضع خطة والالتزام بها، وإدارة الوقت بفعالية، وتحديد الأولويات، وفهم الفرق بين التكتيكات والاستراتيجيات.

 

• ومع ذلك، لم يخل الكتاب من بعض المآخذ
•  فقد انتقد البعض تركيز بلير على الجانب النظري للقيادة
•  وإهماله للتحديات العملية التي يواجهها القادة في حياتهم اليومية.
•  كما انتقد البعض عدم تضمين الكتاب لمواقف حقيقية 
• كافح فيها بلير لاتباع نصيحته الخاصة.

 

يرى البعض أن بلير لم يتمكن من معالجة العوامل العديدة التي تتآمر يومياً لإخراج أي زعيم عن مساره، أو تقديم أي نصيحة عملية حول كيفية التغلب على هذه التحديات. فالقيادة، في الواقع، ليست مجرد مجموعة من النصائح والإرشادات، بل هي عملية معقدة تتطلب القدرة على التعامل مع المواقف الصعبة واتخاذ القرارات الصائبة في ظل ظروف غير مؤكدة.

 

**الديمقراطية والمصالح الخاصة ملاحظات على رؤية بلير**

 

أثار الكتاب أيضاً بعض التساؤلات حول رؤية بلير للديمقراطية والمصالح الخاصة. فبالرغم من تأكيده على أن "الديمقراطية هي أفضل وأرقى أشكال الحكم"، إلا أنه نجح أيضاً في إعطاء الانطباع بأن الديمقراطية ليست شرطاً أساسياً، وأنه إذا كانت أشكال الحكم الأخرى قادرة على تحقيق نتائج أكثر فعالية، فإنه سوف يكون منفتحاً عليها.

 

1. كما انتقد البعض ميل بلير إلى تفضيل المصالح الخاصة 
2. على المصلحة العامة
3.  حيث يبدو أنه يضع الأعمال التجارية في المقام الأول
4.  محاولاً أن يتيح لها الفرصة قدر الإمكان
5.  للتخلي عن بعض المعوقات الدارجة من الضرائب والتنظيم.

 

**تحذيرات من التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي**

 

يختتم بلير كتابه بتحذير من مخاطر التطور السريع للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، والإمكانات التحويلية الخاصة به. ويشدد على الحاجة إلى تبني القادة لهذه التقنيات من أجل درء أي مشكلات قد تنجم عنها في المستقبل.

 

**نصائح حول الأعباء الشخصية للقيادة**

 

• يقدم بلير أيضاً بعض النصائح
•  حول كيفية التعامل مع الأعباء الشخصية المترتبة على القيادة
•  مثل التعامل مع ضغوطات وسائل الإعلام
•  والبعد عن الغطرسة، ومعرفة الأوقات المناسبة
•  لتصدر المشهد والأوقات المناسبة أيضاً للانسحاب منه.

 

**الخلاصةإضافة قيمة إلى أدبيات القيادة مع بعض المآخذ**

 

بشكل عام، يمكن القول إن كتاب "حول القيادة: دروس للقرن الحادي والعشرين" لتوني بلير هو إضافة قيمة إلى أدبيات القيادة، يقدم رؤى مهمة حول الصفات والمهارات الضرورية للقائد الناجح. ومع ذلك، لا يخلو الكتاب من بعض المآخذ، خاصةً فيما يتعلق بالتركيز على الجانب النظري للقيادة وإهمال التحديات العملية التي يواجهها القادة في حياتهم اليومية.

 الختام

يبقى الكتاب مرجعاً قيماً للقادة الطموحين والباحثين عن فهم أعمق لطبيعة القيادة الفعالة، خاصةً في عالمنا المعاصر الذي يشهد تحولات متسارعة وتحديات معقدة.