## عندما ساد التلعثم: رحلة أدبية مؤثرة مع ماغي أوفاريل
تُعيدنا الكاتبة ماغي أوفاريل، التي سحرتنا
بروايتها البديعة "هامنت"، إلى عالم الأدب الموجه للأطفال بكتابها
الجديد "عندما ساد التلعثم". ولكن
هذه المرة، لا تتناول أوفاريل قصة تاريخية أو رواية خيالية، بل تُقدم لنا قصة حميمة،
مُفعمة بالدفء والإنسانية.
## عندما ساد التلعثم: رحلة أدبية مؤثرة مع ماغي أوفاريل |
تتناول موضوعًا حساسًا ومهمًا:
التلعثم. ففي هذا العمل الأدبي الرقيق،
تُسبر أوفاريل أغوار تجربة طفولية مؤثرة، مُحولة إياها إلى قصة مُلهمة تُخاطب قلوب
الأطفال والكبار على حدٍ سواء.
أحداث الرواية
تدور أحداث "عندما ساد التلعثم" حول شقيقتين، بيا ومين، شخصيتان متناقضتان تمامًا تعكسان تنوع العلاقات الأسرية واختلاف الشخصيات. بيا، الشخصية المُتحدثة والنشطة، تُشكّل نقيضًا لشقيقتها مين، التي تعيش في عالمها الخاص، عالمٍ هادئٍ وحساس.
- وفي أحد الأيام، بينما كانت مين تُحاول التعبير عن نفسها
- تُفاجأ بأن لسانها يُصبح عائقًا لها، فتُصاب بالتلعثم.
- تُصبح الكلمات التي كانت ذات يوم تُزيّن حديثها
- الآن عقبةً تُعيقها عن التواصل بحرية.
- تُصبح تجربة مين مع التلعثم بمثابة رحلة مُعقدة
- رحلة مليئة بالإحباط والخجل والبحث عن الذات.
براعة أوفاريل
تُبرز أوفاريل ببراعة شديدة مشاعر مين، فلا تُخفّف من وطأة الخجل الذي تُعانيه، بل تُظهره بصدق وشفافية. تُستخدم الكلمات "محترقة من الخجل" لتُجسّد تلك اللحظات العصيبة التي تُواجهها مين، مُبرزةً عمق المشاعر التي تُلازمها. وهذا ليس مجرد وصفٍ أدبي، بل هو انعكاسٌ لتجربة شخصية، تجربة أوفاريل نفسها مع التلعثم، التي استوحت منها هذه القصة المُلهمة.
- فهي لا تكتب عن التلعثم من منظور مُراقب خارجي
- بل من منظور من عايش هذه التجربة
- مُدركةً
التعقيدات النفسية والاجتماعية التي تُرافقها.
ليست تجربة
لكنّ "عندما ساد التلعثم" ليس مجرد سردٍ لتجربة مُعاناة، بل هو رحلةٌ نحو الاكتشاف والقبول. فهي لا تُركز فقط على الصعوبات التي تواجهها مين، بل تُسلّط الضوء أيضًا على قوتها الداخلية، وقدرتها على التكيّف والتغلب على تحدياتها.
- تُظهر أوفاريل كيف يمكن للمُحيط العائلي والدعم النفسي
- أن يُشكّلا عاملين أساسيين في مساعدة مين على تجاوز هذه المرحلة الصعبة.
- فالعائلة هنا ليست مجرد خلفيةٍ للقصة
- بل هي عنصرٌ أساسي في تشكيل شخصية مين ونموها النفسي.
اسلوب الكتاب
ومن المُدهش أن الكتاب، بالرغم من تعامله مع موضوع حساس، يتميّز بأسلوبٍ أدبي سلسٍ وبسيط، مُناسبٍ للأطفال الصغار. تُستخدم أوفاريل لغةً واضحةً وصورًا بصرية مُبسّطة، مُسهّلةً فهم القصة للأطفال دون إثقالها بتفاصيل معقدة.
- وتُضفي رسوم دانييلا ياغلينكا تيرازيني جمالًا خاصًا على الكتاب
- برسومها الرائعة التي تُضفي جوًا من الدفء والطمأنينة على صفحاته.
- أسلوبها يُشبه إلى حدٍ كبير أسلوب شيرلي هيوز الكلاسيكي
- مُضفيًا على الكتاب جودةً فنية
عالية.
رسالة الكاتبة
الرسالة التي تُحاول أوفاريل إيصالها في "عندما ساد التلعثم" ليست مُقتصرة على تجربة التلعثم فقط، بل تتجاوزها إلى مُحاولة تعليم الأطفال كيفية البحث عن الجوانب الإيجابية في حياتهم، حتى في أصعب الظروف.
- فالقصة تُعلّم الأطفال أهمية التفاؤل
- والتّركيز على الجوانب الجميلة في الحياة
- والتعلّم من التجارب الصعبة.
- وهذه الرسالة المُلهمة تُضفي على الكتاب قيمةً تربويةً عالية
- تُساعد الأطفال على بناء شخصياتهم وتنمية ثقتهم
بأنفسهم.
ليس محرد كتاب أطفال
إنّ "عندما ساد التلعثم" ليس مجرد كتابٍ للأطفال، بل هو عملٌ أدبي يُلامس القلوب، يُخاطب المشاعر، ويُقدم لنا رسالةً قويةً مُفعمةً بالأمل. إنّه إضافةٌ ثمينةٌ لعالم الأدب الموجه للأطفال، كتابٌ يستحق القراءة والتأمل، لكل من يرغب في فهم عمق المشاعر الإنسانية، والتعرف على تجربة فريدة ومُلهمة.
- فقد نجحت أوفاريل في تحويل تجربة شخصية مؤلمة
- إلى قصة مُفعمة بالدفء والأمل، قصة تُلهم الأطفال
- وتُعلّمهم كيفية التغلب على الصعاب بالتفاؤل والإصرار.
- وفي النهاية، يبقى هذا الكتاب شهادةً على قوة الكلمة
- وقدرتها على شفاء الجروح
وإلهام الأجيال.
الختام
بإصدار "عندما ساد التلعثم" في الحادي والعشرين من نوفمبر، بتكلفة 14.99 جنيهًا إسترلينيًا، تُقدم أوفاريل
هديةً ثمينة للأطفال، ولأولياء
الأمور، ولجميع من يبحثون عن قصصٍ مُلهمة
تُساعدهم على فهم أنفسهم وعالمهم
بشكلٍ أفضل. فكتابها هذا ليس مجرد
قصة، بل هو تجربةٌ إنسانيةٌ مؤثرة، تُثبت
أن التلعثم ليس عيبًا، بل هو جزءٌ من
الهوية، جزءٌ يُمكن أن يُصبح مصدرًا للقوة
والإلهام. فهو دعوةٌ
للقبول والفهم، ولتبني
النظرة الإيجابية للذات وللآخرين..