## سمّ شباك التذاكر: رحلة شيّقة عبر تاريخ هوليوود المُخيب
يُقدّم لنا تيم روبي،
واحدٌ من أبرز نقّاد السينما في بريطانيا، في كتابه "سمّ شباك التذاكر: قصة
هوليوود عبر قرن من الإخفاقات" (Box Office Poison: Hollywood’s Story in a Century of
Flops)، رحلةً
استثنائيةً عبر تاريخ هوليوود، لا من خلال نجاحاتها المبهرة فحسب، بل من خلال
إخفاقاتها المدوية التي غالباً ما تُنسى أو تُهمل في السرديات السينمائية
التقليدية.
## سمّ شباك التذاكر: رحلة شيّقة عبر تاريخ هوليوود المُخيب |
فبدلاً من التركيز على
الأفلام التي حطّمت الأرقام القياسية، يختار روبي أن يُسلّط الضوء على تلك الأعمال
التي تُعتبر بمثابة "أكياس القمامة النتنة" – كما يُشير هو – لكشف جوانب خفية من صناعة السينما، وتقديم رؤية نقدية ثاقبة تتجاوز مجرد
التقييم الفني البسيط.
البداية
تبدأ رحلة روبي من أوائل القرن العشرين، مُتتبّعاً مسار الأفلام من خلال قصة كل عمل على حدى، مُضيفاً طبقةً ثريةً من التفاصيل والحكايات المُذهلة التي تُحيط بإنتاجها وعرضها. فلا يكتفي روبي بذكر اسم الفيلم وتاريخ إصداره وميزانيته.
- بل يُغوص في تفاصيل صناعة الفيلم
- مُسلّطاً الضوء على الصراعات الخلفية
- والاختلافات الفنية، والخلافات الشخصية
- بين الممثلين والمخرجين والمنتجين
- مُبيّناً كيف
أسهمت هذه العوامل
في فشل الفيلم.
يُبرع روبي في انتقاء أفلامه بذكاء
مُتجنّباً الأمثلة المُتداولة بشكل واسع مثل "بوابة النعيم" (Heaven's Gate) و"نار الغرور" (Bonfire of the Vanities)، وذلك لإعطاء القارئ فرصة الاكتشاف وتعرّف على أفلام أقل شهرة ولكنها غنية بالحكايات المُثيرة للدهشة.
- فمن خلال رواياته المُفصلة
- يتعرّف القارئ على كواليس إنتاج أفلام
- مثل "كيلي الملكة" (Queen Kelly) عام 1929
- و"آل أمبرسون الأجلاء" (The Magnificent Ambersons) عام 1942،
- وكذلك المُلحمة الضخمة "أرض الفراعنة" (Land of the Pharaohs) عام 1955
- والتي شهدت مُشاكل كبيرة وصلت إلى حدوث مُشاجرة
- بين أعضاء ثانويين في طاقم التصوير انتهت بمأساة.
تفاصيل الكتاب
لا يقتصر الكتابعلى عرض الحقائق والتفاصيل التاريخية فحسب، بل يُضيف روبي لمسته الشخصية من الفكاهة والبصيرة النقدية الحادة.
- فهو لا يُخفي إعجابه ببعض الأفلام المُخيبة
- مُبرراً ذلك بقدرته على استخلاص الدروس من أخطائها.
- ويُقدّم روبي تحليلاته بأسلوب سَلِس ومُمتع
- مُستخدمًا أسلوب السرد القصصي
-
الذي يُشدّ القارئ
ويُشجّعه على متابعة
القراءة حتى النهاية.
براعة روبى
تتجلّى براعة روبي في قدرته على دمج القصص الشخصية مع السياق التاريخي والفني للأفلام. فهو لا يُكتفي بذكر المُشكلات التي واجهتها هذه الأعمال خلال مرحلة الإنتاج، بل يُحللها من خلال نظرة نقدية عميقة.
- مُبيّناً أسباب فشلها وتأثيرها على صناعة السينما.
- وعلى سبيل المثال، يُناقش كتاب روبي
- فشل فيلم "وكيل هادساكر" (The Hudsucker Proxy)
- مُبيّناً كيف أدّى إلى تعلّم الأخوان كوين دروساً مُهمّة
- تجنّبوا ارتكابها في أعمالهم اللاحقة.
ومن أكثر ما يُميّز كتاب "سمّ شباك التذاكر"
هو تقديم روبي للقارئ باقةً من الحكايات المُضحكة والمُحرجة في آنٍ واحد. فمن خلال استعراضه لِلكواليس، يُشاركنا روبي بعض اللحظات الكوميدية المُرتبطة بإنتاج بعض الأفلام، كما يُلقي الضوء على بعض المُشكلات الشخصية والصراعات التي واجهها بعض المُمثلين والمُخرجين.
- ولعلّ أكثر ما يُثير الانتباه هو قصة مادلين
- زوجة أندرو لويد ويبر الثالثة
- ووصفها لِحالة الغضب التي أصابته بعد مشاهدته
- نسخة توم هوبر السينمائية لِمسرحية "قطّط" (Cats)
- وهو ما دفعه إلى اقتناء "كلب دعم عاطفي"!
يُختتم روبي كتابه
بمُناقشة فيلم "مُغامرات بلوتو
ناش" (The
Adventures of Pluto Nash)، مُظهراً الفرق
الهائل بين مُكافآت
بطل الفيلم إيدي
ميرفي (20 مليون
دولار) والأرباح العالمية
للفيلم نفسه، مُبيّناً
بذلك الطبيعة المُعقّدة
لِعالم هوليوود وصناعة
الأفلام. ولا يُخفي
روبي إعجابه ببعض
هذه "أكياس القمامة
النتنة"، مُشجعاً القارئ
على مشاهدتها واكتشاف
سبب فشلها.
الختام
يُمثّل كتاب "سمّ
شباك التذاكر" أكثر
من مجرد استعراض
لِتاريخ هوليوود المُخيب.
فهو يُمثّل رحلةً
شيّقةً في عالم
السينما، مُزيّنةً بالتفاصيل
الغريبة والحكايات المُثيرة،
مُكتوبةً بأسلوب سَلِس
وجذّاب. فهو كتاب
يُناسب مُحبي السينما
بجميع مستوياتهم، من
الخبراء إلى هواة
المُشاهدة، لأنه لا
يُقدّم مجرد معلومات،
بل يُقدّم تجربة
قراءة ثرية ومُمتعة.
فبفضل براعة روبي
في السرد والنقد،
يُصبح كتابُه مُرجعاً
قِيّماً لِمُحبي السينما
الراغبين في اكتشاف
جوانب مُختلفة من
هذه الصناعة المُعقّدة
والمُدهشة.
صدر الكتاب فى شهر نوفمبر 2024
سعر الكتاب الان: 16.99 استرلينى