## همام بن غالب: الشاعرُ الجريءُ الذي أثارَ ضجةً في العصر الأموي
**هو همام بن غالب بن صعصعة، شاعرٌ عربيٌّ من
بني دارم، عُرف بـ "الفرزدق" لضخامةِ وجهِه وملامحِه العابسةِ**. ولد في
مدينة البصرة عام 641 ميلاديًّا، ونشأ في بيئةٍ تُقدرُ العلمَ والآدابَ، فتلقّى
تعليمًا جيّدًا، وأبدى شغفًا كبيرًا بالشعر.
## همام بن غالب: الشاعرُ الجريءُ الذي أثارَ
ضجةً في العصر الأموي
**حياةُ همام بن غالب**
**نشأ همام بن غالب في أسرةٍ عريقةٍ ذات مكانةٍ
اجتماعيةٍ مرموقةٍ، وترعرعَ في جوٍّ من الرقيّ الفكريّ والثقافيّ.** فكانَ أبوه
غالب بن صعصعة، وهو أيضًا شاعرٌ ذو مكانةٍ في الشعر، وله أخٌ يُدعى
"بنيان" يُعدّ من شعراء البصرة المعروفين. وقد حظيَ همام بتعليمٍ جيّدٍ
من أبويه، وأخذَ عن الحسن البصريّ، العالمِ والفقيهِ، أسرارَ الشعرِ العربيّ.
**فترةُ الشبابِ والانتقالِ**
**في سنٍّ مبكرةٍ، أظهرَ همامُ بنُ غالب مهاراتٍ
شعريةٍ فذةٍ، وبدأَ يُمارسُ فنّ الشعرِ ويُبدعُ في مختلفِ الأغراضِ، كِالمدحِ،
والهجاءِ، والفخرِ.** وسرعان ما ذاعَ صيتهُ في البصرة، وأصبحَ أحدَ شعراءِ تلكَ
المدينةِ المشهورين.
**كانَ همامُ بنُ غالبِ شخصيةً متمردةً، وشجاعةً
لا تخافُ من انتقادِ الحكامِ والأمراءِ.** وقد هجى بعضَهم في قصائدهِ، ممّا أثارَ
غضبهم، ودفعهُ إلى مغادرةِ البصرةِ والانتقالِ إلى المدنِ الأخرى، بحثًا عن الرزقِ
والعيشِ الكريمِ.
**أشهرُ خصومةٍ شعريةٍ: معركةُ النقائض**
**أشهرُ خصومةٍ شعريةٍ في تاريخِ الأدبِ العربيّ
هي تلكَ التي دارت بين همام بن غالب، وشاعرِ بني تميمِ، جرير.** وقد دامت هذهُ
الخصومةُ لعقودٍ من الزمنِ، وأثارتِ اهتمامَ الشعراءِ والأدباءِ، وخلّفتَ العديدَ
من القصائدِ التي تُعدّ من روائعِ الشعرِ العربيّ.
**كانتَ هذهِ الخصومةُ أشبهَ بـ "معركةِ
النقائض"، حيثُ يُحاولُ كلٌّ من الشاعرينِ هزيمةَ الآخرِ من خلالِ إطلاقِ
النقائضِ، أي القصائدِ التي تُهاجمُ خصمَها وتُقلّلُ من شأنِهِ.**
**تُعَدّ قصائدُ "معركةِ النقائض" من
أهمِّ المصادرِ التي تُسلّطُ الضوءَ على الحياةِ الاجتماعيةِ والسياسيةِ في العصرِ
الأمويّ.** فهي تُظهرُ لنا طبيعةَ العلاقاتِ بين القبائلِ، وطريقةَ معيشةِ الناسِ،
وأنماطَ تفكيرِهم.
**أسلوبُ همام بن غالبِ الشعريّ**
**تميّزَ شعرُ همام بن غالب بـ
"الجرأةِ" و"الفصاحةِ" و"البيانِ البليغِ".** فقد
كانَ يُتقنُ فنّ الشعرِ العربيّ، ويُجيدُ استعمالَ الصورِ البيانيةِ والكلماتِ
التي تُناسبُ المناسبةَ، ويُعبّرُ عن مشاعرهِ وعواطفهِ بوضوحٍ.
**لم يُقَدّرِ "الفرزدق" فقطِ
بِمهاراتِهِ الشعريّةِ، بل حُسِّنَ ضَربُهُ وِجَارَةُ أَخلاقِهِ.**
**فترةُ الشيخوخةِ**
**في آخرِ حياتِهِ، عادَ همام بن غالب إلى
البصرةِ، وعاشَ هناكَ حياةً هادئةً، مُتفرّغًا للشعرِ وكتابةِ القصائدِ.**
**توفيَ "الفرزدق" في البصرةِ عام 732
ميلاديًّا، مُغادرًا وراءَهِ إرثًا شعريًّا غنيًّا، يُعدّ من أهمِّ روائعِ الأدبِ
العربيّ.**
**إرثُ "الفرزدق"
** يُعدّ "الفرزدق" من أهمِّ شعراءِ
العصرِ الأمويّ، ولهُ دورٌ مُهمٌّ في تطوّرِ الشعرِ العربيّ.**
**من أهمِّ مميزاتِ شعرِ "الفرزدق":**
- * **الجرأةُ في انتقادِ الحكامِ والأمراءِ.**
- * **القدرةُ على استخدامِ اللغةِ العربيةِ بشكلٍ مُبدعٍ.**
- * **الإتقانُ في فنّ المدحِ والهجاءِ.**
- * **الوضوحُ في التعبيرِ عن المشاعرِ والعواطفِ.**
**من أهمِّ قصائدِ "الفرزدق":**
- * **قصيدةُ "النّقائض" مع جرير.**
- * **قصيدةُ "المدحِ" في الخليفةِ عبدِ الملكِ بنِ مروان.**
- * **قصيدةُ "المدحِ" في الأميرِ عبدِ العزيزِ بنِ مروان.**
**أهمّيةُ "الفرزدق"
**يُعدّ "الفرزدق" شخصيةً مُهمّةً في
تاريخِ الأدبِ العربيّ، فهو يُمثّلُ نموذجًا للشاعرِ الجريءِ الذي لا يخافُ من
قولِ الحقيقةِ، مهما كانتْ صعبةً.**
**فقد كانَ "الفرزدق" مُتَحدّثًا
باسمِ الشعبِ، ويُعبّرُ عن مشاعرِهمِ وآمَالِهمِ.**
**ولهُ دورٌ مُهمٌّ في الحفاظِ على تراثِ اللغةِ
العربيةِ، ونقلِهِ إلى الأجيالِ اللاحقةِ.**
**وختامًا
لا يُمكنُ نسيانُ
"الفرزدق" ومساهماتِهِ في الأدبِ العربيّ، فِيمَا يَستحقُّ أنْ يُخلّدَ
ذِكرُهُ في تاريخِ الحضارةِ العربيةِ، كَشَاعِرٍ مُبدعٍ، وجريءٍ، مُتميّزٍ
بِفصاحةِ اللسانِ، وِسَعةِ العلمِ، وجَمالِ الذَّوْقِ.**