recent
أخبار ساخنة

## هل تؤدي الأمراض العقلية إلى إنتاج شعر عظيم؟

 

 

## هل تؤدي الأمراض العقلية إلى إنتاج شعر عظيم؟

 

**مُحاولة لفهم العلاقة المُعقدة بين الصحة النفسية والإبداع الأدبي**

 

يُثير  الجدل بين الحين والآخر حول العلاقة بين الصحة العقلية والإبداع الفني، لاسيما في مجال الشعر. هل تُعتبر الأمراض العقلية مُحفزًا للعبقرية الشعرية؟ أم هي مُجرد ظاهرة مُرافقة للطبيعة الإبداعية؟


## هل تؤدي الأمراض العقلية إلى إنتاج شعر عظيم؟
## هل تؤدي الأمراض العقلية إلى إنتاج شعر عظيم؟

أعاد نشر كتاب ستيفن م. واين "أفضل العقول: كيف صنع آلن غينسبرغ شعراً ثوريًا من الجنون"  في العام الماضي طرح هذه التساؤلات الدائمة حول العلاقة بين الصحة العقلية والقدرة على الإبداع، وكما يوحي العنوان فإن هذه الأسئلة تبدو أدبية واجتماعية وسياسية في آن واحد.


 

 

يُركز واين على سيرة الشاعر الأمريكي آلن غينسبرغ، أحد أشهر شعراء "جيل بيت" الذي  عُرف  بصراحته المذهلة في تناول مواضيع مثل المخدرات والجنس والجنون،  ولكن هل تُلخص قصته علاقة  مُباشرة  بين "الجنون" و"العظمة" الشعرية؟

 

**ما وراء "الشاعر الملعون":**

 

يُمكن القول أن  مُصطلح "الشاعر الملعون"  يشير إلى فكرة أن بعض الشعراء  تُلاحقهم مصائب  ومشاكل  في حياتهم، غالباً ما تكون مرتبطة بالصحة العقلية،  مما يؤدي إلى تمجيدهم  ووضعهم في  مُستوى  مُقدّس

 

  • يُجسد غينسبرغ  مثل هذا النمط  
  • الذي  يُروج لفكرة "العظمة" 
  • من خلال "المُعاناة"  و"التجربة"  الشخصية.  
  • و  لكن هل  هذه الصورة المُختزلة  لواقع  الشعر 
  • و  العلاقة  بينه  و  الصحة  النفسية  منصفة 
  • في حق  العديد  من  الشعراء  الذين  عانوا  من  أمراض  عقلية 
  • دون  أن  يُصبحوا  "ملعونين"  أو  "مُقدسين"؟

 

 **التجربة الشخصية  versus  المُجتمع:**

 

للوهلة الأولى،  نُلاحظ  أن  العديد  من  الشعراء  المشهورين  و  غير  المشهورين  من  العصور  القديمة  و  حتى  الوقت  الحاضر  واجهوا  مشاكل  الصحة  العقلية  بدرجات  مُختلفة،  لكن  هل  يُؤدي  هذا  إلى  جعلهم  متّيزين  أدبيًا؟

 

  1. يُطرح سؤال مُهم هنا
  2.  هل  يُمكن  أن  نُفصّل  بين  التجربة  الشخصية  للشاعر  و  التأثيرات  المُجتمعية
  3.   التي  تُشكل  الظروف  التي  يُعيش  فيها؟ 
  4. ف  المجتمع  ذاته  يُلعب  دورًا  في  تشكيل  مُفهوم  "الجنون"
  5.   و  "الصحة  العقلية"  ويُحدد  كيف  نُدرك  هذه  المفاهيم.

 

 **"النظرة السريرية"  versus  "المُجتمع":**

 

يُشدد واين  على  أهمية  فهم  مُصطلح  "المرض  العقلي"  ضمن  إطاره  الثقافي  و  التاريخي،  ف  "الجنون"  في  الماضي  ليس  مُرادفًا  للمرض  العقلي  المُعرف  طبياً  في  الوقت  الحاضر.

 

  • ف  النظرة  السريرية  للصحة  العقلية 
  • تُعرّف  الأمراض  النفسية  من  خلال  أعراض  ومعايير  مُحددة
  • فيما  تُؤثر  التقاليد  المُجتمعية  على  التصورات  حول  "الجنون"
  •   و  "الجنون  المُقدس"  و  "النبوة". 

 

**أمثلة من التاريخ:**

 

تُوجد  تقاليد  مُنتشرة  عبر  العديد  من  الثقافات  ترى  أن  "الجنون"  يُمكن  أن  يكون  وسيلة  للحصول  على  رؤية  و  تنوير  و  نبوءة،  وكثيراً  ما  تم  اعتبار  أولئك  الذين  عُدُّوا  "مجانين"  باعتبارهم  ذوي  رؤية،  وحاملي  الحقيقة  التي  تتعارض  مع  تفاصيل  الحياة  اليومية  العادية،  ومخربين  لأنظمة  المجتمع  "المُتحضر".

 

  • تُصبح  هذه  التقاليد  مُعقدة  في  مجتمعات  ما  بعد  الصناعي 
  • (في  علم  الاجتماع،  يُعدُّ  المجتمع  ما  بعد  الصناعي 
  • مرحلة  تطور  المجتمع  الذي  يُوّلد  في  اقتصاد  مُجتمع  الخدمات  
  • ثروةً  أكبر  من  قطاع  الصناعة)  حيث  تُصنف  "الآخر"  
  • على  أنه  حالة  مرضية،  و  تُصبح  الشخصيات  غير  المُتّصلة 
  • بالقواعد  المُجتمعية  هدفا  ل  "التحييد"  أو  "الاحتواء".

 

**غينسبرغ  و  "متلازمة  الإغلاق":**

 

يُصف  ألن  غينسبرغ  هذه  الحالة  بـ  "متلازمة  الإغلاق"  حيث  يُعتبر  أن  المجتمع  "الصحي"  هو  ذلك  الذي  يُطلب  الامتثال  المُطلق  لقواعده،  و  إنكار  الجسد  أو  الوعي  الفردي  أو  الخبرة  أو  اللغة،  من  خلال  تقديم  الوفرة  المادية  (لقلة  مُختارة  من  المواطنين).

 

  1. يُمكن  أن  نرى  في  شعر  غينسبرغ  و  العديد  من  الشعراء 
  2. الذين  عانوا  من  مشاكل  الصحة  العقلية 
  3. رفضًا  لهذه  "متلازمة  الإغلاق"  و  محاولة  ل  "إعادة  الوجود" 
  4. للذات  المُهمشة  و  المُرفوضة  و  المُحاطة  ب  "الجنون"  و  "المرض".

 

**"Howl"  و  "Kaddish"  ك  محاولة  ل  "إعادة  الوجود":**

 

تُعتبر  قصيدة  "Howl"  (عواء)  لغينسبرغ  من  أشهر  قصائده  التي  تُعبر  عن  تجربته  الشخصية  في  مستشفى  النفسية  و  تُثير  سؤال  "أين  تُوجد  الحقيقة  في  مجتمع  يُعرف  "الجنون"  و  "الصحة  العقلية"  ب  "النظرة  السريرية"؟"

 

  • يُمكن  أن  نرى  في  قصيدة  "Howl"  صرخة  الذات  المُهمشة 
  • التي  تُحاول  أن  تُعبر  عن  معاناتها  و  تُقاوم  "الجنون" 
  • الذي  يُفرض  عليها  من  خارجها.
  • تُعتبر  قصيدة  "Kaddish"  (كاديش)  لغينسبرغ 
  • مُحاولة  ل  "إعادة  الوجود"  لأمه  التي  عانت  من  الفصام 
  • البارانويدي  طوال  حياتها  و  توفيت  في  مستشفى  النفسية.  

 

**الشعر  ك  وسيلة  ل  "التحرر":**

 

يُمكن  أن  نرى  في  شعر  غينسبرغ  و  الشعراء  المُشابهين  له  محاولة  ل  "التحرر"  من  "متلازمة  الإغلاق"  و  "الجنون"  المُفرض  من  خارجها،  و  مُحاولة  ل  "إعادة  الوجود"  للذات  و  الروح  و  التعبير  عن  "الحقيقة"  و  "الألم"  و  "الخوف"  من  خلال  اللغة  الشعرية.

 

**الخلاصة:**

 

لا  يُمكن  أن  نُدرك  علاقة  مُباشرة  بين  الأمراض  العقلية  و  إنتاج  الشعر  العظيم،  و  لكن  يُمكن  أن  نُدرك  أن  الأمراض  العقلية  تُشكل  جزءًا  مُهمًا  من  تجربة  الشعراء  و  تُؤثر  على  أسلوبهم  و  مُوضوعاتهم  و  رؤيتهم  للوجود.

 

يُمكن  أن  نرى  في  الشعر  أداة  ل  "التعبير"  و  "التحرر"  و  "التواصل"  مع  الذات  و  مع  العالم،  و  قد  تُساهم  تجربة  الأمراض  العقلية  في  توسيع  رؤيتنا  لل  "جمال"  و  "الحقيقة"  و  "الألم"  في  حياة  الآخرين.

 

**مُلاحظة هامة:**  يُمكن  أن  نُفسر  مُصطلح  "الجنون"  في  سياق  هذا  الموضوع  على  أنه  مُصطلح  واسع  يشمل  العديد  من  الحالات  المُختلفة  التي  تُؤثر  على  الصحة  العقلية  و  الوعي  الفردي،  و  ليس  مُصطلحًا  مُحددًا  لتشخيص  مرض  عقلي  مُعين

author-img
Tamer Nabil Moussa

تعليقات

ليست هناك تعليقات

    google-playkhamsatmostaqltradent