recent
أخبار ساخنة

## "رقصة داكنة": رواية عراقية تصور مأساة الموصل تحت حكم داعش

الصفحة الرئيسية

 

 

 

## "رقصة داكنة": رواية عراقية تصور مأساة الموصل تحت حكم داعش

 

تُقدم الرواية "رقصة داكنة" للكاتب العراقي محمد سيف المفتي نظرة قاتمة ومؤثرة على أحداث السيطرة على مدينة الموصل من قبل تنظيم "داعش" عام 2014.  وتُجسد هذه الرواية، الصادرة مؤخرًا عن "دار العربي" في القاهرة، تجربة خاصة للغاية، حيث كتبها المؤلف أولًا باللغة النرويجية قبل أن يُترجمها إلى العربية.

 

ويُضفي على هذا العمل الأدبي طابعًا فريدًا كون المؤلف نفسه من أبناء الموصل، مما أتاح له توظيف معرفته العميقة بالمدينة لتصوير عمق المأساة الإنسانية التي خلفها "داعش".  تستعرض الرواية بوضوح تأثير سيطرة التنظيم على المدينة وسكانها، من خلال سرد درامي يركز على الشخصيات وطريقة تفكيرهم في مواجهة هذا الواقع المرير.


## "رقصة داكنة": رواية عراقية تصور مأساة الموصل تحت حكم داعش

## "رقصة داكنة": رواية عراقية تصور مأساة الموصل تحت حكم داعش



 

**بين ظلال الموصل:**

 

تُقدم الرواية صورة قاتمة لمدينة الموصل التي اعتادت على الحياة الطبيعية قبل أن يسيطر عليها تنظيم "داعش".  وتستعرض الرواية الحياة اليومية لسكان المدينة تحت وطأة حكم التنظيم، من خلال نظرة شخصية لبطل الرواية "سيف"، وهو شاب عراقي عاش في الموصل قبل الهجرة إلى النرويج.

 

تُسلط الرواية الضوء على كيف يُحاول "سيف" التكيف مع ظروف الحياة في الموصل تحت حكم "داعش"، وكيف يُواجه صعوبة في فهم سلوكيات الناس التي تغيرت بشكل جذري بعد سيطرة التنظيم.  تُجسد الرواية هذا التغيير في طريقة تفكير "سيف" عند زيارة أحد أصدقائه السابقين "نشوان"، الذي أصبح أحد أبرز قادة "داعش" بعد تحوله المفاجئ من شخص مُحب للسلام إلى إرهابي.

 

**"رقصة داكنة": بحث عن دوافع الإرهاب:**

 

تُثير الرواية تساؤلات هامة حول دوافع تحول "نشوان" من مُحب للسلام إلى مُقاتل متطرف.  ويُحاول "سيف" فهم دوافع "نشوان" من خلال البحث في الماضي، واستكشاف كيف أثر  "نشوان"  في شخصيته، وتجربة تحوله المُفاجئة. 

 

تُقدم الرواية قراءة عميقة لدوافع الانضمام إلى "داعش"، حيث تُسلط الضوء على  أسباب التحول من  الاعتدال إلى التطرف  في ظل الظروف الاجتماعية والسياسية المعقدة في العراق.  تستعرض الرواية أيضًا كيف  يُستغل  "داعش"  مشاعر اليأس والغضب لدى بعض الناس، وكيف  يُمكن  تحويلها إلى عنف وإرهاب.

 

**رواية مأساوية تُعبر عن صرخة شعب:**

 

تُجسد "رقصة داكنة"  المأساة الإنسانية التي واجهها شعب الموصل تحت حكم "داعش".  وتُسلط الضوء على الخوف والرعب الذي  يُشيعه  التنظيم،  وكيف  يُصبح  الناس  ضحايا  له.  تُظهر الرواية  حالات  الإعدام  العشوائي  والتنكيل  بالمدنيين  والتعذيب  الوحشي،  والتغيرات  الاجتماعية  العميقة  التي  أُجبرت  المدينة  على  قبولها.

 

**لغة الرواية: بين الواقع والخيال:**

 

تُستَخدم  لغة  الرواية  الواقعية  للتعبير  عن  أحداث  المأساة  التي  واجهها  شعب  الموصل.  وتُستَخدم  اللغة  الجمالية  لتصوير  مشاعر  الشخصيات  والتعبير  عن  معاناتهم  في  وجه  ظلم  "داعش".  تستطيع  الرواية  أن  تُلقي  الضوء  على  ما  يُمكن  أن  تُصوّره  الكلمات  عندما  تُصبح  أدوات  للسرد  الواقعي  الممزوج  بمشاعر  الشخصيات.

 

**رحلة بحث عن هوية:**

 

تُثير الرواية  سؤال  مُهم  عن  هوية  البطل  "سيف".  فهو  شاب  عراقي  عاش  في  النرويج  بعد  هجرته  من  الموصل.  تُقدم  الرواية  رحلة  بحث  "سيف"  عن  هويته  في  ظل  الواقع  المُرير  للحرب  والتطرف.  وتُجسد  الرواية  كيف  يُمكن  للشخصية  أن  تُصبح  ضحية  للظروف  المُحيطة  به  ولكنه  يُحافظ  على  أمل  في  إيجاد  معنى  للوجود.

 

**الختام:**

 

تُقدم  "رقصة  داكنة"  عملًا  أدبيًا  مُهمًا  عن  مأساة  الموصل  تحت  حكم  "داعش".  وهي  رواية  تُجسد  تجربة  الشعب  العراقي  في  ظل  الحرب  والتطرف،  وتُسلط  الضوء  على  معاناة  المدنيين  في  وجه  الظلم  والعنف.  تُقدم  الرواية  قراءة  عميقة  للدوافع  التي  تُثير  التطرف  وتُحذر  من  مخاطر  الفكر  الإرهابي. 

author-img
Tamer Nabil Moussa

تعليقات

ليست هناك تعليقات

    google-playkhamsatmostaqltradent