recent
أخبار ساخنة

**موجة ازدهار في الروايات الرومانسية بأمريكا: من رفوف مخفية إلى واجهات مكتبات**

  

**موجة ازدهار في الروايات الرومانسية بأمريكا: من رفوف مخفية إلى واجهات مكتبات**

 

في عالم أدبي يسعى للابتكار والجديد، تُعتبر الروايات الرومانسية نموذجًا للثبات، حيث يُجدد حضورها بقوة في المشهد الثقافي بأمريكا. فبعد أن ظلت محصورة لفترة طويلة في رفوف مخفية داخل المكتبات أو مختبئة خلف واجهات متواضعة، تُصبح اليوم موجة عارمة تُعيد رسم معالم صناعة النشر والبيع بالتجزئة على حدٍ سواء

**موجة ازدهار في الروايات الرومانسية بأمريكا: من رفوف مخفية إلى واجهات مكتبات**

**موجة ازدهار في الروايات الرومانسية بأمريكا: من رفوف مخفية إلى واجهات مكتبات**




 

**من تهديد إلى فرصة:**

 

الصيف الماضي، عندما تملكت ماي تنغستروم فكرة فتح مكتبة لبيع الروايات الرومانسية بمنطقة فنتورا بكاليفورنيا، كان أول ما فعلته البحث عبر الإنترنت للتعرف على ما إذا كانت هناك مكتبات مشابهة في الجوار. وبالفعل، عثرت على مكتبة "ذي ريبيد بوديس"؛ مكتبة في كلفر سيتي تبلي بلاءً حسناً للغاية، لدرجة أنها تتوسع بافتتاح فرع ثانٍ لها في حي بروكلين بمدينة نيويورك.

 

وعن ذلك، قالت: "شعرت بالتهديد".

 

ومع أن نجاح "ذي ريبيد بوديس" بدا بمثابة مصدر تهديد، فإنه يوحي كذلك في الوقت ذاته باحتمالية وجود مساحة أمام مكتبة أخرى للروايات الرومانسية. وعليه، افتتحت في فبراير (شباط) مكتبة "سميتن" بمنطقة مزدحمة من "مين ستريت"، على بعد نحو ميل من منافسيها.

 

في الأشهر التي تلت ذلك، تحولت مكتبة "سميتن" إلى مركز نابض بالحياة لقراء الأعمال الأدبية الرومانسية، مع توقيعات المؤلفين وقراءات التارو ونوادي الكتب وأمسيات الترفيه والحرف اليدوية.

 

**الرومانسية كنوع أدبي رائج:**

 

اللافت أن الأعمال الأدبية الرومانسية كانت ذات يوم مجالاً يتجاهله أصحاب المكتبات المستقلة إلى حد كبير. ومع ذلك، تحولت اليوم إلى إحدى أكثر الفئات رواجاً في عالم الكتاب، وأصبحت، إلى حد بعيد، النوع الأدبي الأكثر مبيعاً، ونجاحها لا يعيد رسم ملامح المشهد العام لصناعة النشر فحسب، بل وكذلك صناعة بيع التجزئة.

 

وفي غضون عامين فقط، تبدل المشهد العام بالبلاد، من وجود مكتبتين فقط مخصصتين للروايات الرومانسية، "ذي ريبيد بوديس" و"لوفز سويت آرو"، في شيكاغو، إلى شبكة وطنية تضم أكثر عن 20 مكتبة، من بينها "تروبس آند ترايفلز" في مينيابوليس، و"غرمب" و"صن شاين" في بلفاست بولاية مين، و"بيوتي" و"بوك إن أنكوريج" في ألاسكا، و"لوف باوند ليبراري" في سولت ليك سيتي، و"بلوش بوكستور" بمنطقة ويتشيتا في كنساس. ولا يزال الكثير في الطريق، ومن بينها "كيس آند تيل" في كولينغسوود بنيوجيرسي، و"ذي نيو رومانتيكس" في أورلاندو بفلوريدا، و"غراند جستشر بوكس" في بورتلاند بولاية أوريغون؛ متجر عبر الإنترنت متخصص في بيع الروايات الرومانسية، يتحول اليوم إلى متجر على أرض الواقع.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

**قوة المرأة:**

 

اللافت أن غالبية هذه المكتبات تمتلكها وتديرها نساء، ناهيك عن أن النساء يشكلن غالبية قراء الروايات الرومانسية، ويعود الفضل إليهن في الارتفاع الهائل في مبيعات هذا الصنف الأدبي، من 18 مليون نسخة مطبوعة عام 2020 إلى أكثر عن 39 مليون نسخة عام 2023، تبعاً لمؤسسة "سيركانا بوكسكان".

 

في هذا الصدد، قالت ريبيكا تايتل، المحامية السابقة، التي تمتلك اليوم مكتبة "ميت كيوت" المتخصص في الروايات الرومانسية في سان دييغو: "هناك تحول ثقافي يجري على الأرض يشير إلى أن الإعلام، بصورة أساسية، أصبحت تجري كتابته وتوجيهه نحو النساء. اليوم، أدركت أعداد متزايدة من الأفراد أن الروايات الرومانسية ليست رائجة فحسب، وتحمل كذلك قيمة تجارية، بل وتحمل قيمة فنية وترفيهية كذلك".

 

**النجوم الصاعدون:**

 

من ناحية أخرى، يهيمن روائيون رومانسيون، مثل ساره جيه. ماس وإيميلي هنري وكولين هوفر وريبيكا ياروس على قوائم أفضل الكتب مبيعاً. وتكشف الأرقام أن 6 من بين أفضل 10 روائيين من حيث المبيعات داخل الولايات المتحدة، عبر العام الحالي حتى الآن، من كتاب الأعمال الرومانسية.

 

**تحول في وجهات النظر:**

 

أما الناشرون، فيعمدون إلى توسيع نطاق قوائمهم الرومانسية، وجذب المؤلفين الرومانسيين الذين ينشرون أعمالهم ذاتياً. ويبدو هذا تحولاً هائلاً عن أيام سابقة كان يجري خلالها النظر بازدراء إلى الروايات الرومانسية باعتبارها سطحيةً وغير جادة، أو بذيئةً. وحتى سنوات قليلة مضت، حرصت الكثير من المكتبات المستقلة على عرض مجموعة صغيرة منتقاة من الروايات الرومانسية، التي غالباً ما يجري وضعها في رف خلفي داخل المكتبة.

 

**مكتبة الرومانسية الأولى:**

 

من ناحيتها، قالت ليا كوك، التي تشارك في ملكية "ذي ريبيد بوديس"؛ أول مكتبة متخصصة في عرض الروايات الرومانسية تفتتح أبوابها على مستوى الولايات المتحدة عام 2016، إنها لا تزال تتذكر عندما كانت تبحث في سنوات المراهقة عبر المكتبات عن روايات رومانسية، دون جدوى.

 

وكان الشعور بالتعرض للتجاهل جزءاً من الدافع وراء سعي كوك وشقيقتها، بيا هودجيز كوك، لفتح مكتبة متخصصة في الروايات الرومانسية.

 

وعبّرت كوك عن اعتقادها بأن "الكثيرين ممن يعملون بمجال النشر وداخل المكتبات المستقلة شعروا وكأن الروايات الرومانسية غير جديرة بإهدار وقت في سبيلها. وكنت أقول في نفسي: بإمكانكم جني أموال، لكن لا بأس، أنا سأجني المال".

 

**التغيرات خلال الجائحة:**

 

يذكر أن مبيعات الروايات الرومانسية بدأت تشهد ارتفاعاً كبيراً خلال سنوات الجائحة، مع إعادة اكتشاف القراءة، وتحول الكثيرين نحو الأعمال الخيالية الرومانسية كملاذ للهروب من الواقع (من بين القواعد الحاكمة لهذا الصنف الأدبي أن الغالبية الكاسحة تنتهي بنهاية سعيدة).

 

وساهم ظهور تطبيق "بوك توك" في تعزيز هذا الارتفاع في المبيعات، مع اجتذاب مؤثري "تيك توك" القراء صغار السن عبر فيديوهات يتحدثون فيها عن كتّابهم المفضلين.

 

**الرومانسية في واجهات المتاجر:**

 

اليوم، تظهر الروايات الرومانسية بشكل بارز على قوائم "تارغيت" و"بارنيز آند نوبل". وفي وقت مضى، كان عشاق الروايات الرومانسية يشترون الكتب الإلكترونية بشكل أساسي، خصوصاً وأنها أرخص وأسهل في الوصول إليها، وربما من الأسهل إخفاؤها. أما اليوم، فإنهم يستعرضون الروايات الرومانسية التي يملكونها على أرفف مكتباتهم بفخر.

 

ومنح هذا الصعود السريع للمتاجر المتخصصة في الروايات الرومانسية مكاناً جديداً لعشاق هذا الصنف الأدبي؛ مكاناً مرحباً به للإقبال على شراء كتبهم المفضلة بحماس.

author-img
Tamer Nabil Moussa

تعليقات

ليست هناك تعليقات

    google-playkhamsatmostaqltradent