recent
أخبار ساخنة

كتاب ## "الانهيارات الكبرى": دروس مستفادة من الأزمات المالية العالمية

الصفحة الرئيسية

 

 

 

##  "الانهيارات الكبرى":  دروس مستفادة من الأزمات المالية العالمية

 

في مارس 2023، شهد العالم انهيار بنك وادي السيليكون، الذي تبعه سلسلة من حالات الفشل المصرفية في الولايات المتحدة، ما أثار مخاوف من تكرار سيناريو الأزمة المالية العالمية عام 2008.  يُضاف إلى ذلك انهيار بنك "كريدى سويس" في أوروبا، أحد أكبر البنوك الاستثمارية العالمية، ليُشكل صورة قاتمة للوضع الاقتصادي العالمي. 

 

تُثير هذه الأحداث تساؤلات جوهرية حول مدى كفاية القواعد التنظيمية التي تم وضعها بعد أزمة 2008، ومدى قدرة النظام المالي العالمي على الصمود أمام هزات جديدة.  هل يقف العالم على حافة أزمة مالية عالمية جديدة؟ وما هي الدروس التي يجب استخلاصها من الأزمات السابقة؟


##  "الانهيارات الكبرى":  دروس مستفادة من الأزمات المالية العالمية

##  "الانهيارات الكبرى":  دروس مستفادة من الأزمات المالية العالمية


 

تُقدم ليندا يويه،

خبيرة الاقتصاد البريطانية الأمريكية ومستشارة البنك الدولي، إجابات شافية على هذه الأسئلة في كتابها "الانهيارات الكبرى: الدروس المستفادة من الانهيارات العالمية وكيفية منعها".  ترى يويه أن من المستحيل منع حدوث الأزمات المالية تماماً، إلا أن كل أزمة تحمل دروسًا هامة يمكن تعلمها لتخفيف آثارها على المستقبل

 

تُركز يويه في كتابها على تحليل عشرة انهيارات مالية كبرى شهدها القرن الماضي، بدءًا من الكساد الكبير وصولاً إلى أزمة 2008، تُسلط الضوء على أوجه التشابه بين هذه الأزمات، وتكشف عن ثلاث مراحل مشتركة تمر بها:

 

**المرحلة الأولى: النشوة الزائفة**

 

تُعرف هذه المرحلة بـ "النشوة الزائفة" أو "فقاعة التفاؤل"، حيث يشعر المستثمرون واللاعبون الاقتصاديون بإحساس زائف بالثقة بالنفس، معتقدين أن النمو الاقتصادي سيستمر إلى الأبد، وأن القواعد القديمة لا تنطبق.  يُصبح التفاؤل مفرطًا، وتُقود هذه النشوة إلى اتخاذ قرارات مالية خاطئة واستثمارات غير محسوبة، دون تقدير المخاطر الكامنة في هذه الظروف غير العادية.

 

**المرحلة الثانية: المصداقية**

 

تبدأ هذه المرحلة بعد ظهور  "النشوة الزائفة" وتستمر مع انتشار الخوف من انهيار السوق.  تبدأ أسعار الأسهم في الانخفاض، ويهرب المستثمرون من الأسواق، مما يُضعف الثقة في المؤسسات المالية.  تدخل حكومات الدول والبنوك المركزية على الخط،  وتُقدم  مجموعة من التدخلات والإجراءات  لمحاولة كبح جماح الأزمة واستعادة الثقة في النظام المالي.  وتعتمد  فعالية هذه التدخلات  على مدى مصداقيتها وسرعة تنفيذها.

 

**المرحلة الثالثة: العواقب**

 

تُشكل هذه المرحلة العواقب الاقتصادية والاجتماعية للأزمة المالية.  تُؤدي  انخفاضات الأسهم وانهيارات الأسواق  إلى فقدان الوظائف وتراجع النمو الاقتصادي.  يُصبح  الركود  حقيقة واقعة،  وتُواجه المجتمعات مشاكل اقتصادية واجتماعية كبيرة.

 

تُوضح يويه  أن  "النشوة الزائفة" غالبًا ما  ترتبط  بـ "فقاعات الأصول".  يُصبح  الاستثمار  في بعض الأصول  مُغريًا  بسبب  ارتفاع  أسعاره،  ويعتقد المستثمرون أن   "هذه المرة سيكون الأمر مختلفًا"،  وتُصبح  الأسعار  مُبالغًا  في تقديرها،  فـ "الفقاعة"  تُنفجر  وتُؤدي  إلى  انهيار  السوق.

 

**الدرس المستفاد من "أزمة العملة"**

 

تُقدم  يويه  أمثلة  لـ "النشوة الزائفة"  في  أزمة  العملة  الإنجليزية  عام 1992،  حيث  قام  مدير  صندوق  التحوط  "جورج  سوروس"  بمراهنة  ضخمة  على  انخفاض  قيمة  الجنيه  الإسترليني،  ما  أجبر  المملكة  المُتحدة  على  الخروج  من  آلية  سعر  الصرف  الأوروبي.  أثبتت  هذه  الأزمة  أن  الرهانات  المُفرطة  والتفاؤل  غير  المُبرر  يمكن  أن  تُؤدي  إلى  انهيارات  غير  متوقعة.

 

**الأزمة المصرفية: كارثة مستمرة**

 

تُشير  يويه  إلى  خطورة  الأزمة  المصرفية،  وهي  أحد  أخطر  أنواع  الأزمات  المالية.  تُؤدي  الأزمة  المصرفية  إلى  وقف  الإقراض  من  قبل  البنوك  وتجميد  السيولة  في  الاقتصاد.  تُصبح  الشركات  والمُستهلكون  غير  قادرين  على  الحصول  على  القروض،  مما  يؤدي  إلى  ركود  اقتصادي  عميق  يصعب  التعافي  منه.

 

**الأزمات المالية المتسلسلة**

 

تُؤكد  يويه  على  طبيعة  الأزمات  المالية  المُتسلسلة،  حيث  تُصبح  الأزمات  مُرتبطة  ببعضها  البعض  من خلال  الترابط  بين  الأسواق  العالمية.  تُنتقل  الأزمات  بسرعة  من  بلد  إلى  آخر،  مُعرضة  الاقتصاد  العالمي  لكارثة  واسعة  النطاق.

 

**دور البنوك المركزية**

 

يُؤكد  كتاب  يويه  على  أهمية  دور  البنوك  المركزية  في  مكافحة  الأزمات  المالية.  تُصبح  البنوك  المركزية  مسؤولة  عن  تحقيق  الاستقرار  المالي  والتحكم  في  التضخم،  إضافة  إلى  دورها  التقليدي  في  إدارة  سعر  الفائدة.

 

**توقع أزمة عالمية جديدة في الصين**

 

تُتنبأ  يويه  بـ  أن  الأزمة  المالية  العالمية  القادمة  قد  تُنشأ  في  الصين.  تُرجع  يويه  ذلك  إلى  الترابط  بين  الاقتصاد  الصيني  وغيره  من  الاقتصادات  العالمية،  و  الاعتماد  المُتزايد  على  المنتجات  الصينية  في  جميع  أنحاء  العالم.  تُؤكد  يويه  أن  انهيار  الاقتصاد  الصيني  قد  يؤدي  إلى  أزمة  مالية  عالمية  واسعة  النطاق.

 

**مُهمة  الكتاب**

 

يشكل  كتاب  "الانهيارات  الكبرى"  من  ليندا  يويه  أحد  أهم  الكتب  الاقتصادية  الصادرة  في  العام  الراهن.  يُقدم  الكتاب  تحليلاً  عميقًا  لأسباب  الأزمات  المالية  ودور  "فقاعات  الأصول"  في  إشعال  هذه  الأزمات

 

**الخلاصة**

 

يبقى  الكتاب  محاولة  للتنبؤ  بـ  مخاطر  الأزمات  المالية  في  العالم،  و  دروسًا  مستفادة  من  الأزمات  السابقة.  يُسلط  الكتاب  الضوء  على  أهمية  اتخاذ  الخطوات  اللازمة  لتقليل  خطر  الأزمات  المالية،  و  دور  البنوك  المركزية  في  تحقيق  الاستقرار  المالي  والتحكم  في  التضخم.  


author-img
Tamer Nabil Moussa

تعليقات

ليست هناك تعليقات

    google-playkhamsatmostaqltradent