"كشكول المجهود الشخصي": رحلة في عوالم قصصية تستلهم الواقع وتمزجه بالخيال

تقدم الكاتبة المصرية منى رضوان تجربتها الأولى في عالم الكتابة الإبداعية من خلال مجموعتها القصصية المميزة "كشكول المجهود الشخصي". تحمل المجموعة عنواناً يحمل في طياته دلالات عميقة، مستوحاة من "الكشكول" المدرسي الذي يرافن الطلاب في حصصهم الدراسية التي تمتد 45 دقيقة، ويحتضن بين دفتيه واجباتهم الدراسية لمختلف المواد

تتشابه فكرة "الكشكول" مع محتوى المجموعة القصصية التي تضم قصصاً قصيرة متنوعة، كتبت بعضها باللغة العربية الفصحى والبعض الآخر بالعامية المصرية، مما يعكس ثراء التجربة اللغوية وعمقها. تدور أحداث كل قصة في زمن محدد لا يتجاوز 45 دقيقة، وهو ما يمنح المجموعة طابعاً فريداً ويجعلها أشبه بلوحات فنية مصغرة ترسم مشاهد من الحياة اليومية وتأخذ القارئ في رحلة قصيرة لكنها مكثفة

45 دقيقة: لحظة من الزمن، بحر من القصص

اختيار الكاتبة لزمن محدد لكل قصة (45 دقيقة) لم يكن اعتباطياً، بل جاء ليعكس فكرة أن الحياة تتكون من لحظات صغيرة متراكمة، وأن كل لحظة تحمل في طياتها قصة تستحق أن تُروى. تشبه هذه الدقائق الخمس والأربعون الحصة المدرسية أو المحاضرة الجامعية، أو اللقاء العابر مع شخص ما، أو حتى شوط مباراة كرة قدم. في كل هذه المواقف، تتكثف المشاعر والأحداث، وتتشكل التجارب الإنسانية التي تبقى محفورة في الذاكرة.

تستلهم منى رضوان قصصها من الواقع الذي نعيشه، فتجد بين دفتي "كشكول المجهود الشخصي" قصصاً واقعية يمكن أن نصادفها في حياتنا اليومية، وأخرى تنطلق بخيالها إلى عوالم أخرى، لتنسج حكايات تجمع بين الغرابة والتشويق

منى رضوان: مهندسة تتقن فن الكلمات

منى رضوان، صاحبة هذه المجموعة القصصية المميزة، هي مهندسة مصرية تخرجت من كلية الهندسة جامعة عين شمس. تعمل في مجال تكنولوجيا المعلومات في عدد من الشركات العالمية، ولها باع طويل في الكتابة، حيث نشرت العديد من المقالات في مختلف البوابات الإلكترونية، ولها مقال أسبوعي في مجلة روز اليوسف المصرية. كما شاركت من قبل في مجموعة قصصية مشتركة بنشر قصتين قصيرتين.

يبدو أن خلفيتها الهندسية قد أثرت على طريقة تفكيرها ومنهجيتها في الكتابة، فنجد في قصصها دقة في الوصف، واهتماماً بالتفاصيل، وتسلسلاً منطقياً للأحداث. في الوقت نفسه، تنساب كلماتها بسلاسة وعذوبة، لتخلق عالماً قصصياً آسراً يجذب القارئ ويجعله يتفاعل مع الشخصيات والأحداث

"كشكول المجهود الشخصي": أبرز السمات

تتميز مجموعة "كشكول المجهود الشخصي" بعدة سمات تجعلها تجربة قرائية فريدة:

تنوع الموضوعات: تتناول القصص مواضيع مختلفة ومتنوعة، منها الاجتماعي، والنفسي، والخيالي. يعكس هذا التنوع ثراء التجربة الإنسانية وتعقيداتها، ويجعل المجموعة قادرة على جذب اهتمام شريحة واسعة من القراء.

اللغة السلسة: تتميز لغة القصص بالسلاسة والوضوح، سواء كانت بالفصحى أو العامية. تستخدم الكاتبة لغة بسيطة ومباشرة تخلو من التعقيد، مما يسهل على القارئ فهم الأحداث والتفاعل معها

البناء القصصي المحكم: تتميز القصص ببناء قصصي محكم، حيث تتسلسل الأحداث بشكل منطقي، وتتطور الشخصيات بشكل طبيعي. تُظهر الكاتبة مهارة في استخدام تقنيات السرد المختلفة، مما يزيد من تشويق القصص ويجعل القارئ متشوقاً لمعرفة النهاية

التركيز على التفاصيل: تهتم الكاتبة بالتفاصيل الدقيقة، سواء في وصف الشخصيات أو الأماكن أو الأحداث. يُضفي هذا الاهتمام بالتفاصيل realism على القصص، ويجعل القارئ يشعر وكأنه جزء من العالم القصصي.

الواقعية والخيال: تجمع القصص بين الواقعية والخيال، فبعضها يستلهم أحداثه من تجارب حقيقية، بينما ينطلق البعض الآخر في عوالم خيالية. يُضفي هذا المزيج تنوعاً على المجموعة، ويجعلها قادرة على إرضاء أذواق مختلفة

"كشكول المجهود الشخصي": دعوة للقراءة

تُعد مجموعة "كشكول المجهود الشخصي" إضافة قيّمة للمكتبة العربية، وتجربة قرائية ممتعة ومثرية. تُظهر الكاتبة منى رضوان موهبة حقيقية في الكتابة القصصية، وتنجح في أن تأخذ القارئ في رحلة ممتعة عبر عوالم مختلفة. تُعد هذه المجموعة دعوة للقراءة والتأمل في تجاربنا الإنسانية المشتركة، وتذكير بأن كل لحظة في حياتنا تحمل في طياتها قصة تستحق أن تُروى