فلسفة اللذة والسعادة عند الشيخ الطاهر بن عاشور: قراءة
في مقال اللذة مع الحكمة
أفكار الثقافة وألآدب
فلسفة اللذة والسعادة عند الشيخ الطاهر بن عاشور: قراءة في مقال اللذة مع الحكمة
1. المفهوم الحقيقي للذة بين سداد الرأي ووهم الألم
هي إدراك النفس لما يلائمها وتراه حسناً وجحيلاً.اللذة الحقيقية: نقد نظرية دفع الألم: حصر اللذة في دفع الألم يُخرج "لذة العلم والمعرفة" من الدائرة، لأن العلم يُطلب لذاته لا لدفع ألم، وهو ما يثبت أن للنفس ملائمات إيجابية تشعر بالسعادة عند تحصيلها دون سابق ألم.
2. أقسام اللذات الثلاثة بحكم الطبيعة البشرية
أولاً: اللذة الحسية (المحدودة
والخطيرة)
يدعو إليها الجسد وتتحقق بالحواس.الداعي والمحل: طبيعتها: محدودة جداً. إذا زادت عن حدها انقلبت إلى "ألم" (مثل التخمة بعد الأكل).عيبها: دائماً ما تكون مشوبة بالخوف من زوالها، أو التفكير في انقطاعها، مما يجعل صاحبها في قلق دائم حتى أثناء استمتاعه.
ثانياً اللذة العقلية (سرور الحكماء)
يدعو إليها العقل وتتحقق بالفكر.الداعي والمحل: طبيعتها: هي حركة الفكر في المعقولات وإدراك الحقائق.ميزتها: لا حدود لها؛ كلما أمعن العقل في البحث، زادت اللذة والابتهاج. وهي اللذة الوحيدة الصافية التي لا يعقبها ندم أو ألم، وهي ميدان الحكماء.
ثالثاً اللذة المركبة (مأساة العشاق)
تطلبها النفس (الروح) ولكن أداتها الجسد (مثل الحب العشقي).الداعي والمحل: إشكاليتها: الروح تطلب الخلود والاتحاد الدائم بالمحبوب، بينما الجسد (الأداة) فانٍ، عاجز، ومحكوم بالزمان والمكان.النتيجة: صراع دائم وشقاء؛ لأن الروح تطلب ما لا يستطيع الجسد تلبيته، فيعيش الإنسان في "عذاب المحبة" ومكدرات الفراق.
3. لماذا يعتبر المؤمن هو الحكيم السعيد؟
الإسلام يأمر بأخذ النصيب من الدنيا (اللذات المباحة) لكن دون الانغماس المهلك.التوازن: الرضا والتسليم: العقيدة الإسلامية تحمي الإنسان من "أمراض الحضارة" كالانتحار والجزع، لأن المؤمن يسلم للقدر فيما لا حيلة له فيه، فلا يقتله الحزن على مفقود.الترفع عن الصغائر: كما يترفع البالغ عن لعب الأطفال، يترفع الحكيم المؤمن عن جعل اللذات الحسية غاية حياته، لعلمه أنها فانية.
4. نظرة الحكيم للدنيا وهمُ الزمان وغرور الأماني
لأنه يتوقع تقلب الدنيا، فلا يغتر بإقبالها ولا ييأس لإدبارها.لا يتنكد أبداً: يستثمر كل حال: إن نجح استمتع، وإن فشل اكتسب لذة "الخبرة والتجربة".يعيش اللذة الدائمة: من خلال العلوم، الآداب، وتأمل الحقائق، وهي ملذات لا يسطو عليها الزمن.