مراجعة كتاب متشردًا في باريس ولندن لجورج أورويل: رحلة
في قاع الفقر
أفكار الثقافة وألآدب
تُعد رواية "متشردًا في باريس
ولندن" (Down and Out inParis and London)
واحدة من أهم كلاسيكيات الأدب الواقعي، وهي العمل الذي
أطلق مسيرة الكاتب الإنجليزي الشهير جورج أورويل.
يقدم هذا الكتاب وثيقة إنسانية مؤلمة وصادقة عن حياة
التهميش والفقر المدقع في اثنتين من أكبر عواصم العالم آنذاك.
في هذا المقال، نستعرض
ملخصاً للكتاب، ظروف كتابته، والجدل الدائر حول حقيقة أحداثه.
 |
| مراجعة كتاب متشردًا في باريس ولندن لجورج أورويل: رحلة في قاع الفقر |
مراجعة كتاب متشردًا في باريس ولندن لجورج أورويل: رحلة في قاع الفقر
بطاقة الكتاب التعريفية
- اسم الكتاب:
متشرداً في باريس ولندن.
- المؤلف:
جورج أورويل (George Orwell).
- تاريخ النشر:
1933 (أول عمل مكتمل الطول للمؤلف).
- التصنيف:
روايات عالمية / أدب المذكرات / أدب الواقعية.
- اللغة:
العربية (مترجم).
ملخص
الكتاب بين مطابخ باريس وشوارع لندن
ينقسم الكتاب إلى جزأين
رئيسيين يرويان تجربة أورويل الشخصية:
الجزء الأول الجوع والعمل
الشاق في باريس
يروي أورويل تفاصيل حياته في الحي اللاتيني بباريس، وهو حي بوهيمي عاش فيه كبار الكتاب مثل هيمنغواي. يصف الكاتب
السقوط في فقر مدقع بعد سرقة مدخراته، مما اضطره للعمل "غاسل صحون" (Plongeur) في
مطابخ الفنادق والمطاعم الفرنسية. يقدم هذا الجزء وصفاً دقيقاً لظروف العمل
القاسية، القذارة، وساعات العمل الطويلة مقابل أجر زهيد لا يكاد يسد الرمق.
الجزء الثاني التشرد في
لندن
ينتقل السرد إلى إنجلترا،
حيث يوثق أورويل حياة الترحال في شوارع لندن وضواحيها. يتقمص الكاتب شخصية المتشرد، واصفاً أنواع الملاجئ (الحانات) المتاحة
للمبيت، ومعاناة النوم في العراء، وشخصيات الهامش الاجتماعي الذين التقاهم خلال
رحلته.
كواليس الكتابة التجربة
الحقيقية لجورج أورويل
لم يكن هذا الكتاب مجرد
خيال، بل نتاج تجربة حية خاضها أورويل بعد تخليه عن عمله كشرطي في بورما عام 1927.
- بداية الرحلة:
بدأ أورويل رحلات استقصائية عن الفقر في لندن عام 1927،
وكتب مقالته الأولى "ذا سبايك".
- الحياة في باريس:
انتقل إلى باريس في ربيع 1928، وعاش حياة اجتماعية
نشطة بمساندة عمته "نيلي ليموزين"، ونشر عدة مقالات في الصحف
الفرنسية.
- حادثة السرقة:
يشير النص إلى أن السرقة التي تعرض لها أورويل (والتي
كانت سبباً في فقره) نُسبت في الكتاب لشاب إيطالي، بينما تشير الروايات
اللاحقة إلى أنها كانت من فعل "عاهرة"، وقد غير أورويل التفاصيل
احتراماً لمشاعر والديه.
جدلية
الحقيقة والخيال هل القصة واقعية تماماً؟
يُثار نقاش نقدي حول مدى
التزام أورويل بالدقة التاريخية في مذكراته:
- التلاعب الزمني:
اعترف أورويل في مقدمة الطبعة الفرنسية (1935) بأنه
لم يبالغ في الوصف، لكنه أعاد ترتيب الأحداث.
- التوتر الدرامي:
في الفصل 24، يدعي أورويل أنه وجد نفسه متشرداً في
لندن فور عودته من باريس، وهذا غير دقيق تاريخياً. فالحقيقة أن تجربته مع
التشرد في لندن حدثت وكتب عنها قبل سفره إلى باريس. وقد قام بهذا التغيير في التسلسل الزمني لخلق حبكة
درامية متصاعدة داخل الكتاب.
الخاتمة
كتاب "متشردًا في باريس
ولندن" ليس مجرد
سرد للبؤس، بل هو دراسة اجتماعية عميقة بقلم جورج أورويل الذي اختار العيش مع المهمشين ليوصل صوتهم للعالم. إنه كتاب يجمع بين دقة
التوثيق الصحفي وسلاسة السرد الروائي.
تحميل الكتاب من هنا
