هِيَ الفِتْنَةُ الكُبْرَى دُونَ رَيْبٍ
أَيَا عَيْنَيْكِ
مَوْطِنُ كُلِّ سِحْرِ
وَمَنْبَعُ كُلِّ
إِلهَامٍ وَنُورِ
عُيُونٌ فِيهَا سِرُّ
الكَوْنِ يَسْرِي
تُضِيءُ لِلْقُلُوبِ
بِلَا فُتُورِ
وَلَوْلَا حُسْنُهَا
مَا كَانَ وَصْفِي
وَلَا نَظَمَتْ
قَصَائِدِي حُضُورِي
كَأَنَّ السَّهْمَ
يَخْرُجُ مِنْ جُفُونٍ
يُصِيبُ القَلْبَ مِنْ
قَبْلِ العُبُورِ
هِيَ اللَّيْلُ
البَهِيمُ بِغَيْرِ شَكٍّ
يَحُوكُ الجَاذِبِيَّةَ
فِي سُطُورِ
بِهَا لُغَةٌ مِنَ
العِشْقِ العَذُوبِ
تُحَدِّثُنَا
بِأَخْبَارِ الدُّهُورِ
فَإِنْ نَظَرَتْ سَرَتْ
رَعْشَاتُ شَوْقٍ
إِلَى رُوحٍ تَئِنُّ
مِنَ الهُجُورِ
وَإِنْ سَلَكَتْ
دُرُوبَ البُعْدِ يَوْماً
تَجَمَّدَ فِي
المَحَاجِرِ دَمْعُ نَاجِي
جَمَالُ العَيْنِ لَا
يَخْفَى عَلَيْنَا
هُوَ المِعْرَاجُ مِنْ
دُنْيَا الغُرُورِ
تَرَى فِيهَا
مَسَافَاتِ البِحَارِ
وَأَلْفَ مِينَاءٍ
يَنَامُ عَلَى شُطُورِ
وَلَوْ كُشِفَتْ لَنَا
الأَسْرَارُ يَوْماً
لَكَانَتْ فِيكِ كُلُّ
المُسْتَتِيرِ
فَمَا نَظَرَتْ إِلَى
شَيْءٍ بِحُبٍّ
إِلَّا وَاغْتَدَى
أَجْمَلَ كُلِّ صُورِ
سَوَادٌ خَالِصٌ
يَسْبِي اللُّبَابَا
وَيَرْسُمُ فِي
مُخَيِّلَتِي مَصِيرِي
كُحُولٌ خُلِقَتْ مِنْ
لَوْنِ لَيْلٍ
وَمِنْ نَجْمٍ
تَلَأْلَأَ فِي بَدُورِ
إِذَا مَا أَوْمَضَتْ
نَبْضَاً خَفِيّاً
تَرَى الشَّمْسَ
اخْتَفَتْ خَلْفَ السُّتُورِ
هِيَ الفِتْنَةُ
الكُبْرَى دُونَ رَيْبٍ
وَفِي طَرَفَيْكِ
مَجْمُوعُ القُدُورِ
فَلَا تَغْفُو عُيُونِي
عَنْ جَمَالٍ
يَزِيدُ حَيَاتِي
مَعْنَى السُّرُورِ
فَيَا لِلَّهِ مَا
أَحْلَى رُؤَاهَا
مَلِيكَةَ الحُسْنِ
وَمَلْهَمَةَ الشُّعُورِ.
