**قصيدة: نظرة أولى، حب أبدي**
**١**
لَمَحْتُ الْحُسْنَ فِي
عَيْنَيْهَا دَارَا
فَأَشْرَقَ فِي
فُؤَادِي الْحُبُّ نَارَا
**٢**
كَأَنَّ الْقَلْبَ
قَبْلَ اللُّقْيَا سَجِينٌ
وَبِالنَّظْرَةِ
اسْتَحَالَ الْقَيْدُ نُورَا
**٣**
مَضَتْ لَحَظَاتُهَا
بَرْقًا سَرِيعًا
وَلَكِنْ فِي
الضَّمِيرِ بَقِيَتْ دُهُورَا
**٤**
رَأَيْتُ الرُّوحَ
تَعْرِفُ مَنْ لِقَاهَا
وَتُهْدِي الْوَجْدَ
وَالْأَشْوَاقَ سِرَّا
**٥**
فَمَا لِلْعَقْلِ فِي
الْإِحْسَاسِ رَأْيٌ
إِذَا مَا الْحُبُّ فِي
الْأَعْمَاقِ ثَارَا
**٦**
هِيَ الْفِتْنَةُ
الَّتِي حَطَّتْ رَحَالَا
فَغَادَرَ الْبُؤْسُ
وَالْأَحْزَانُ طُرَّا
**٧**
وَصَوْتُ الْقَلْبِ
نَادَانِي بِشَوْقٍ
يَقُولُ: "هَنَاكَ
مَنْ فِي الْبَالِ قَرَّا"
**٨**
فَكَمْ بَاحَتْ عُيُونٌ
عَنْ خَبَايَا
بِأَصْدَقَ مِمَّا
نُقَشَ سُطُورَا
**٩**
كَأَنَّا قَدْ
عَرَفْنَا الْعُمْرَ قَبْلًا
وَأَنْسَاهُ الزَّمَانُ
لَنَا تِكْرَارَا
**١٠**
إِذَا الْعَيْنَانِ
أَلْقَتْ بِاتِّحَادٍ
فَذَاكَ الْوَصْلُ قَدْ
أَدْرَكَ نَصْرَا
**١١**
وَأَحْدَثَتِ
الْجَمَالُ بِصَدْرِ صَبٍّ
مَشَاعِرَ لَمْ يَكُنْ
يَعْرِفْ عُبُورَا
**١٢**
فَمِنْ تِلْكَ الْعُيُونِ بَدَا صَبَاحِي
وَمِنْ تِلْكَ
الْمَحَاسِنِ جَاءَ بُشْرَى
**١٣**
فَيَا لَلَّهِ مِنْ
سِحْرٍ مُبِينٍ
يُقَيِّدُنِي
وَيَمْنَحُنِي حُرُورَا
**١٤**
إِلَيْهَا كُلُّ
وِجْدَانِي تَنَادَى
وَبِاسْمِ الْحُبِّ
قَدْ أَعْلَنْتُ جَهْرَا
**١٥**
فَأَنْتِ
الْأُمْنِيَاتُ، وَأَنْتِ حُلْمِي
وَأَنْتِ الْبَدْءُ
إِنْ شَيَّدْتُ قَصْرَا
**١٦**
وَلَوْ عَادَ
الزَّمَانُ إِلَى وَرَائِهِ
لَاخْتَرْتُ اللِّقَاءَ
بِكِ حَتْمًا
**١٧**
فَيَا نَظْرَةً بَنَتْ
فِي الْقَلْبِ دُنْيَا
تَفُوقُ الْأَرْضَ
تَبْرِيزًا وَقَدْرَا
**١٨**
وَيَا حُبًّا تَمَلَّكَ
كُلَّ شَيْءٍ
وَمَا لِلنَّفْسِ
مِنْهُ الْيَوْمَ صَبْرَا
**١٩**
فَقَدْ صَارَ
الْفُؤَادُ لَهَا مُقَامًا
وَمَا يَحْتَاجُ بَعْدَ
الْآنِ عُذْرَا
**٢٠**
حَبِيبَةُ قَلْبِيَ
الْآنَ وَإِلَى الْأَبَدِ
لَقَدْ صَارَ الْهَوَى
مِنْهَا قَدَرَا.