recent
أخبار ساخنة

**أميرة الحب والأحزان: الفصل الأخير في حياة أسمهان - سيرة درامية تُروى بتفاصيل مؤثرة**

الصفحة الرئيسية

 

**أميرة الحب والأحزان: الفصل الأخير في حياة أسمهان - سيرة درامية تُروى بتفاصيل مؤثرة**

 

تُعدّ أسمهان، الفنانة الأسطورية آمال الأطرش (1912- 1944)، نجمة ساطعة عبرت سماء الفن العربي بسرعة خاطفة، لكنها تركت إرثًا فنيًا خالدًا وصوتًا أسطوريًا لا يزال يتردد صداه في وجدان الملايين. في كتاب "أميرة الحب والأحزان" الصادر عن دار "بيت الحكمة" بالقاهرة، يغوص الكاتب ماهر زهدي في سيرة هذه الفنانة الاستثنائية، مقدمًا لها بأسلوب درامي روائي آسر يختلف عن السرد التاريخي الجاف.

تُعدّ أسمهان، الفنانة الأسطورية آمال الأطرش (1912 - 1944)، نجمة ساطعة عبرت سماء الفن العربي بسرعة خاطفة، لكنها تركت إرثًا فنيًا خالدًا وصوتًا أسطوريًا لا يزال يتردد صداه في وجدان الملايين. في كتاب "أميرة الحب والأحزان" الصادر عن دار "بيت الحكمة" بالقاهرة، يغوص الكاتب ماهر زهدي في سيرة هذه الفنانة الاستثنائية، مقدمًا لها بأسلوب درامي روائي آسر يختلف عن السرد التاريخي الجاف.
**أميرة الحب والأحزان: الفصل الأخير في حياة أسمهان - سيرة درامية تُروى بتفاصيل مؤثرة**


**أميرة الحب والأحزان: الفصل الأخير في حياة أسمهان - سيرة درامية تُروى بتفاصيل مؤثرة**


**أسلوب روائي يلامس الوجدان**

 

يتبنى زهدي في كتابه منهج السيرة الدراميةالروائية، حيث لا يكتفي بعرض الوقائع والأحداث بتسلسل زمني بحت، بل يُدخل القارئ في عمق المشاعر الإنسانية المتضاربة والاضطرابات التي عاشتها الشخصيات المحيطة بأسمهان، وذلك في بيئة زمانية ومكانية شديدة الخصوصية. 

  • هذا الأسلوب يضفي على السرد حيوية وتوترًا، مما يجعل القارئ يعيش التجربة بكل تفاصيلها ويسبر
  •  أغوار نفسية أسمهان في رحلتها الفنية والشخصية القصيرة والمليئة بالشجن. وعلى الرغم من تناول
  •  جوانب متعددة من حياتها، إلا أن الكاتب يُسهب في فصل النهاية، مخصصًا له مساحة واسعة من
  •  التأمل والتفاصيل المؤثرة التي تُلقي الضوء على الساعات الأخيرة في حياة هذه الأميرة التي لقبت
  •  بـ"أميرة جبل الدروز".

 

**اللقاء الأول شرارة الحب والغيرة**

 

تعود بنا أحداث السيرة إلى كواليس فيلم "انتصار الشباب" حيث كانت أسمهان تمثل إلى جانب شقيقها الموسيقار فريد الأطرش في "استوديو مصر". كان يدير الاستوديو في ذلك الوقت الممثل والطيار والمذيع أحمد سالم، المعروف بـ"دون جوان عصره" لكثرة زيجاته وعلاقاته. كانت أسمهان تراقب سالم عن كثب، تحصي مغامراته العاطفية، لكنها لم تقترب منه بشكل مباشر، خاصة وأنه كان متزوجًا آنذاك من صديقتها المقربة، أمينة البارودي.

 

  1. لم يلبث الفيلم أن انتهى، وتفرقت الدروب. مرت فترة من الزمن لم يلتقِ فيها الطرفان، حتى جمعت
  2.  الصدفة بينهما مرة أخرى في رحلة عمل إلى فلسطين. نزلت أسمهان وأحمد سالم في "فندق الملك
  3.  داود"، حيث كان سالم برفقة الفنانة تحية كاريوكا، التي كانت تجمعهما علاقة حب قوية، وكانا
  4.  يستعدان للزواج. كان اللقاء بين أسمهان وكاريوكا حارًا، وأقامت أسمهان حفل استقبال على شرفهما.

 

**زواج مفاجئ وعواصف عاطفية**

 

سرعان ما غادرت تحية كاريوكا إلى بيروت ومنها إلى حلب لإحياء بعض الحفلات التي كانت متعاقدة عليها، تاركة سالم وأسمهان منفردين. كانت النفوس مهيأة مسبقًا، وتحدثت العيون بما في القلوب. في لحظة عاطفية مشتعلة، وبدون ترتيب مسبق، حضر المأذون الشرعي إلى "القاعة رقم 312" بالفندق، ليتم عقد قران أحمد سالم محمد على السيدة آمال فهد الأطرش.

 

  • لم يكد شهر العسل يبدأ حتى عادت تحية كاريوكا، لتكتشف أن حبيبها أحمد سالم قد أصبح زوجًا شرعيًا
  •  لأسمهان. صُدمت تحية صدمة عنيفة، ولم تجد متنفسًا لغضبها سوى الصعود إلى غرفة سالم، وتناول
  •  مقص قامت بتمزيق ملابسه الأنيقة به، ثم غادرت الفندق عائدة إلى مصر، تاركة خلفها مشاعر
  •  الحيرة والغدر والألم.

 

**جحيم الغيرة والشك**

 

انتقلت أسمهان وأحمد سالم للعيش في شقة بحي الزمالك، ثم إلى فيلا كبيرة بمنطقة الهرم. جاء هذا الانتقال بعد أن أقنعها شارل نحاس ويوسف وهبي، شريكه، بالتعاقد معه على بطولة فيلم جديد. كان العقد ضخمًا بمبلغ 29 ألف جنيه، وهو رقم فلكي لم يسبق لأي من نجوم السينما أن حصل عليه في ذلك الوقت. ولتأكيد التعاقد، منحها وهبي وفيلا قيمتها 3 آلاف جنيه كمقدم للعقد.

 

  1. لكن الحياة الزوجية لأسمهان مع سالم تحولت تدريجيًا إلى جحيم لا يطاق. كان الشك والغيرة يسيطران
  2.  على سالم، وكانت التهديدات والمشاجرات المستمرة هي السمة الغالبة على علاقتهما. فقدت أسمهان
  3.  هدوءها وسعادتها، وأصبحت تعيش في دوامة من التوتر والقلق.

 

**الرحلة الأخيرة إحساس بالنهاية**

 

في صباح يوم الخميس الموافق 13 يوليو (تموز) 1944، اتصلت أسمهان بصديقتها زهرة رجب، المقيمة في رأس البر، وأخبرتها بأنها ستحضر لزيارتها في اليوم التالي، الجمعة، لتمضي يومين من الاستجمام والراحة بعيدًا عن ضغوط القاهرة والحياة الصاخبة.

 

  1. في صباح الجمعة، أرسلت أسمهان سائقها ليحجز لها تذكرة في القطار السريع المتجه إلى رأس البر.
  2.  لكن السائق عاد ليخبرها بعدم وجود أماكن شاغرة. أصرت أسمهان على الذهاب بالسيارة، وطلبت من
  3.  السائق أن يصحبها إلى رأس البر برفقة صديقتها ماري قلادة. طلبت من السائق أن يسرع، وكأنها
  4.  تريد الهروب من شيء ما، أو ربما لتختصر المسافة التي تفصلها عن مصيرها.

 

خلال الرحلة، ظلت أسمهان واجمة، لا تتحدث مع ماري، واكتفت بالنظر من النافذة طوال الوقت. لاحظت ماري هذا الصمت الغريب والانقباض على وجه صديقتها، فسألتها عما تفكر فيه، محاولة طمأنتها بألا تخاف أو تتشاءم، وأن كل شيء سيكون على ما يرام وستنتهي المشكلات قريبًا لتعود إليها أيامها الجميلة.

 

**كلمات أخيرة وحادث مأساوي**

 

ردت أسمهان بصوت خافت، يحمل نبرة حزينة: "ليس تشاؤمًا لكني أشعر بانقباض غريب. أشعر أنها النهاية يا ماري!". كانت تلك الكلمات الأخيرة التي نطقت بها أسمهان، وكأنها تستشعر النهاية المحتومة التي تنتظرها.

 

  • وصل السائق بالسيارة إلى كوبري مدينة المنصورة واجتازه. ثم انحرف إلى اليمين في طريقه إلى
  •  دمياط، ليأخذ بعدها الطريق المؤدي إلى رأس البر. وبعد عدة كيلومترات قطعها بسرعة جنونية
  •  فوجئ السائق بعدة "مطبات" مفاجئة على الطريق. لم يتمكن من التحكم في عجلة القيادة، فانحرفت
  •  السيارة بشدة لتسقط في قاع ترعة الساحل المجاورة.

 

في لحظة الذعر، استطاع السائق أن يقفز من السيارة في الوقت المناسب، لينجو بنفسه. لكن أسمهان وصديقتها ماري قلادة لم تتمكنا من الخروج، وظلتا محاصرتين داخل السيارة الغارقة. ماتت أسمهان غرقًا في الحال، لتنتهي بذلك أسطورة أجمل أميرات جبل الدروز، ومطربة عصرها التي تركت بصمة لا تمحى في تاريخ الغناء العربي. رحيل مفاجئ ومأساوي ختم حياة فنانة عاشت كشهاب في سماء الفن، وخلدت اسمها بحب وأحزان لا تُنسى.

 

**تأثير أسمهان وإرثها الفني**

 

على الرغم من حياتها القصيرة التي لم تتجاوز 32 عامًا، إلا أن أسمهان تركت خلفها إرثًا فنيًا غنيًا ومتنوعًا. تميز صوتها بالقوة والعذوبة، واتسمت ألحان أغانيها بالجمال والرقي، مقدمة ألوانًا موسيقية جديدة للمشهد العربي في تلك الفترة. كانت فنانة شاملة، تمزج بين الغناء والتمثيل ببراعة، وساهمت في إثراء السينما المصرية بأفلام لا تزال تُشاهد حتى اليوم.

 

  1. إن قصة أسمهان، التي يرويها ماهر زهدي ببراعة، ليست مجرد سيرة ذاتية لفنانة، بل هي انعكاس
  2.  لعصر كامل بكل ما فيه من صراعات سياسية واجتماعية وفنية. إنها قصة امرأة قوية ومتمردة
  3.  عاشت حياتها بشغف وحب، لكنها دفعت ثمن ذلك غاليًا، لتظل "أميرة الحب والأحزان" خالدة في
  4.  ذاكرة الأمة العربية.

 

**فى الختام**

 

تظل أسمهان أيقونة فنية ليس فقط بسبب صوتها الخالد وأدائها المميز، ولكن أيضًا بسبب قصتها الإنسانية الملهمة والمحزنة في آن واحد. لقد كانت امرأة سبقت عصرها، تمردت على القيود، وعاشت بحرية وشجاعة، مما جعلها رمزًا للجمال والفن الأصيل.

 وما زال الغموض الذي يكتنف وفاتها يضيف إلى أسطورتها بعدًا آخر من الجاذبية، يجعل الجمهور يبحث عن المزيد من تفاصيل حياتها. كتاب "أميرة الحب والأحزان" هو محاولة جديدة لفك شيفرة هذه الأسطورة، وتقديمها للأجيال الجديدة بشكل يلامس وجدانهم ويُخلد ذكراها.

author-img
Tamer Nabil Moussa

تعليقات

ليست هناك تعليقات

    google-playkhamsatmostaqltradent