## «حجيج البحر»... صراع النفس البشرية بين العزلة والخلاص
 |
## «حجيج البحر»... صراع النفس البشرية بين العزلة والخلاص |
تُقدّمُ "حجيج البحر" مجموعةً من
الشخصياتِ التي تفقدُ بصرها، فتُصبحُ عيُونُهمُ مُغلقةً على العالمِ الخارجيّ،
لكنّها تُفتحُ على عالمٍ داخليٍّ عميقٍ مُليءٍ بالتفكيرِ والتأملِ.
لا يُعدُّ فقدانُ البصرِ في الروايةِ
مجردَ عائقٍ جسديٍّ، بل يُصبحُ بوابةً إلى عالمٍ جديدٍ من المشاعرِ والأحاسيسِ.
ففي عالمِ الظلامِ هذا، يُصبحُ الشعورُ بالوحدةِ
أكثرَ وضوحًا، وتُصبحُ العلاقاتُ الإنسانيةُ أكثرَ تعقيدًا.
يُصبحُ البحرُ رمزًا رئيسيًّا في الروايةِ،
يُمثّلُ بُعدًا مُتشابكًا من المعاني:
- * فهو يُجسّدُ أملًا مُختبئًا بين الأمواجِ، ويبقى مُحتفظًا بإمكانيةِ الشفاءِ من جراحِ الحياةِ.
- * وفي الوقتِ نفسهِ، يُصبحُ البحرُ وسيلةً للهروبِ من الواقعِ المؤلمِ، مُعبرًا عن رغبةِ الشخصياتِ في التخلّصِ من ثقلِ الوجودِ.
تُصبحُ الأمواجُ التي تُلازمُ مخيلةَ الأبطالِ
رمزًا لحيرتهمُ الداخليةِ، يُعبّرُ عن حالةِ التّشتّتِ والغموضِ التي تُحيطُ بهمُ.
وتُصبحُ العيادةُ الغريبةُ التي تُجمعُ
الشخصياتُ الرئيسيّةَ مكانًا مُهمًّا في الروايةِ.
فلا يُمكنُ تحديدُ مكانهاِ وزمانهاِ بدقة، فهي
تُصبحُ رمزًا لميناءِ الأرواحِ التائهةِ التي تبحثُ عن خلاصها.
تُتيحُ العيادةُ للأبطالِ عيشًا في عالمٍ مُتداخلٍ بين الواقعِ والخيالِ
- ما يخلقُ فضاءً من الغموضِ والانفتاحِ على احتمالاتٍ مُتعددةٍ
- يسعى الكاتبُ من خلالِ هذا البناءِ السرديِّ إلى طرحِ أسئلةٍ عميقةٍ
- عن جدوىِ الحياةِ، وعن المصيرِ الذي ينتظرُ الإنسانَ
- بعد
مواجهتهِ لأقصى درجاتِ الألمِ الجسديِّ والنّفسيّ.
تُصبحُ الروايةُ مرآةً تعكسُ الصّراعاتِ
النّفسيّةَ التي تُعانيها الشخصياتُ، وتُصبحُ قصصُهمُ وأحلامُهمُ المُعلّقةُ جزءًا
من حكايةِ البحرِ itself.
يسلّطُ مشّو الضوءَ على الصّراعِ الداخليِّ
- في نفوسِ الشخصياتِ، مُستخدماً البحرَ عنصرًا رمزيًّا
- يتكررُ في السردِ ليعبرَ عن أحلامِهمُ وآمالِهمُ المُحطمةِ.
- يُصبحُ البحرُ امتدادًا لآلامِهمُ وآمالِهمُ الضّائعةِ،
- مما يُجعلُ الأمواجَ تتجسّدُ صوتًا داخليًّا يعكسُ حالةَ التوترِ
والخوفِ التي يعيشونها.
في كلّ مشهدٍ من مشاهدِ الروايةِ، تتجلّى معاني
العزلةِ والأملِ.
تجدُ الشخصياتُ نفسهاَ في مواجهةٍ مع أسئلةٍ
حولِ معنىِ الرحلةِ الإنسانيّةِ، وما إذا كانَ الشفاءُ من الممكنِ تحقيقهِ أم أنّ
البحرَ ليسَ سوى دوامةٍ لا تنتهي من الهروبِ.
- كلّ موجةٍ في البحرِ تُمثّلُ جزءًا من حيرةِ الشخصياتِ
- التي تبحثُ عن مخرجٍ أو جوابٍ لما تواجههُ من تساؤلاتٍ وجوديّةٍ.
تُصبحُ "حجيج البحر" رحلةً فلسفيّةً
مفعمةً بالتّأملِ في جدوىِ الحياةِ البشريّةِ.
- وتُصبحُ العزلةُ والخلاصُ محورًا للروايةِ
- ففي عالمِ فقدانِ البصرِ، تُصبحُ الشعورُ بالعزلةِ أكثرَ وضوحًا.
- وعلى الرغمِ من ذلك، تظلُّ رغبةُ الشخصياتِ في الخلاصِ قويةً
- مُتعلّقةً بالأملِ الذي يرفرفُ في أعماقِ البحرِ.
يتّسمُ أسلوبُ الكاتبِ بالعمقِ والتّأملِ،
يُنقلُنا إلى عالمٍ مُليءٍ بالرموزِ والأسئلةِ المُفتوحةِ.
ولا ينسى مشّو أن يُضفيَ على روايتهِ لمسةً من الشعرِ والجمالِ، مُستخدماً لغةً مُتّصلةً بمعاناةِ الشخصياتِ الداخليةِ.
- ففي "حجيج البحر"، يُصبحُ البحرُ أكثرَ من مجردِ مساحةٍ مائيةٍ
- بل يُصبحُ عالمًا داخليًّا يُخفي بين أمواجهِ مشاعرِ الأملِ
- والحيرةِ والبحثِ عن الحقيقةِ.
لا يُمكنُ اعتبارُ "حجيج البحر" مجردَ
روايةٍ عاديةٍ، بل هي عملٌ أدبيٌّ مُعقدٌ مُثيرٌ للتفكيرِ، يُقدمُ لنا رؤىً عميقةً
حولِ طبيعةِ الوجودِ الإنسانيِّ ومعاناتهِ.
وتُصبحُ الروايةُ دعوةً إلى التّأملِ
والتّساؤلِ، مُستخدماً رموزَ البحرِ ليعبرَ عن أعمقِ مشاعرِ النفسِ البشريةِ.