recent
أخبار ساخنة

## مفاتحاتٌ فلسفيّةٌ في الاجتماع والدِّين والسياسة: رحلةٌ فكريّةٌ مع مشير باسيل عون

الصفحة الرئيسية

 

 

## مفاتحاتٌ فلسفيّةٌ في الاجتماع والدِّين والسياسة: رحلةٌ فكريّةٌ مع مشير باسيل عون

 

تُعتبر الفلسفة مسعىً إنسانيًّا أبديًّا لا ينفك عن البحث عن المعنى والوجود والحقائق الكامنة في عالمنا. ويبقى السؤال الفلسفيّ الأساسيّ، منذ فجر الوعي الإنسانيّ، هو كيف نفهم عالمنا؟ وكيف نتعايش معه؟ وكيف نُنشئ مجتمعًا عادلًا ومسالمًا؟

 

في هذا السياق، يقدم لنا مشير باسيل عون، الفيلسوف اللبنانيّ، رحلةً فكريّةً ثريةً عبر كتابه **"مفاتحاتٌ فلسفيّةٌ في الاجتماع والدِّين والسياسة"**.

 

الكتاب، الذي صدر بالتعاون مع جمعيّة "Rethinking Lebanon" و"دار سائر المشرق" (بيروت)، يُجسد مجموعة من المحاورات التي عقدها عون مع مجموعة من أهل الفكر في لبنان والعالم العربيّ، خلال ما يقارب عقدَين من الزمن. 

 

تُمثل هذه المحاورات، التي تتسم بالعمق والتنوع، حوارًا داخليًّا مع ذاته وفكره، وُضعت على طاولة النقاش مع نخبة من المفكرين والمثقفين.

 

يمتاز الكتاب بأسلوبه الممتع الذي يمزج بين الفكر الفلسفيّ العميق واللغة العربية السليمة، ما يُساهم في إثراء القارئ بتجربةٍ فكريّةٍ غنيّةٍ.


## مفاتحاتٌ فلسفيّةٌ في الاجتماع والدِّين والسياسة: رحلةٌ فكريّةٌ مع مشير باسيل عون

## مفاتحاتٌ فلسفيّةٌ في الاجتماع والدِّين والسياسة: رحلةٌ فكريّةٌ مع مشير باسيل عون



 

 

**الأصول الفلسفيّة للكتاب:**

 

يُمكننا أن نلحظ وجود مجموعة من الأفكار والمبادئ الأساسية التي تُشكل إطارًا فلسفيًّا للكتاب.

 

**1.   أَنْثْروبولوجيّة الماهيّة الإنسانيّة المشرَّعة:**

 

يدعو مشير عون في كتابه إلى إعادة النظر في ماهية الإنسان وطبيعته، معتبرًا أنّ الإنسان هو "المشروع" وليس "المُنجَز".

 

وهذا يعني أنّ الإنسان، وليس الله أو الطبيعة، هو صانع مصيره. 

 

ويُؤكّد عون على أنّ الإنسان لديه القدرة على تشكيل عالمه وفهمه، ويسعى من خلال هذا المفهوم إلى تمكين الإنسان من تحمل مسؤولية أفعاله واختياراته.

 

**2.   تأصيل التعدّديّة الحضاريّة الكونيّة:**

 

يرى عون أنّ التعدّديّة الحضاريّة هي ضرورةٌ أساسيّةٌ للوجود الإنسانيّ، وأنّها تُشكل ثروةً فكريّةً وحضاريّةً لا يُمكن الاستغناء عنها.

 

فهو يُؤكّد على أنّ كل حضارةٍ تُشكل نظامًا فكريًّا وثقافيًّا فريدًا، ويمتلك حقًّا طبيعيًّا في الوجود والتطور. 

 

وتستند فكرة التعدّديّة الحضاريّة الكونيّة لدى عون إلى أنّ جميع الحضارات مُرتبطةٌ ببعضها البعض، وتتشابه في قيمٍ إنسانيّةٍ أساسية.

 

**3.   التسالميّة الحضاريّة المقترنة بالتعدّديّة الكونيّة:**

 

يشدد عون على أنّ التعدّديّة الحضاريّة لا بد أن تُرافقها ثقافةٌ تسالميّةٌ تُعزّز التفاهم والتعايش بين الشعوب والحضارات.

 

فيُمكن للثقافات المختلفة، وفقًا لعون، أن تتعايش بسلامٍ وتُثري بعضها البعض، 

 

وتستند ثقافةُ التسالميّة هذه إلى الاعتراف بحقّ كل حضارةٍ في الوجود، وإلى تبادلٍ ثقافيٍّ هادفٍ بين الشعوب.

 

**4.   تكامليّة القيَم الإنسانيّة في تناولاتها التأويليّة المتباينة:**

 

يُؤكّد عون أنّ القيَم الإنسانيّة الأساسيّة هي مشتركةٌ بين جميع الحضارات، ولكنّها تُفسر وتُطبّق بشكلٍ مختلفٍ بحسبِ خصائص كلّ حضارةٍ.

 

فمثلاً، تُشكل قيمةُ الحرّية مفهومًا رئيسيًّا في الحضارة الغربيّة، ولكنّها تُفسر وتُطبّق بشكلٍ مختلفٍ في الحضارات الأخرى.

 

ويُسعى عون إلى إبراز أهمّية التفاعل بين هذه التفسيرات المختلفة، ويدعو إلى بناء جسورٍ بين الحضارات من خلال احترامِ القيمِ الإنسانيّةِ المشتركةِ.

 

**5.   الحياديّة الحاضنة في العَلمانيّة الهنيّة:**

 

يُؤمن عون بضرورةِ الفصلِ بين الدين والدولة، ويدعو إلى بناءِ دولةٍ علمانيّةٍ تحترم جميع الأديان وتُوفر الحمايةَ للجميع، دون تمييز.

 

وتستند فكرةُ الحياديّةِ الحاضنةِ إلى أنّ الدولة لا ينبغي أن تُقرّ بأيّ دينٍ رسميٍّ، 

 

بل يجب عليها أن تُوفر مساحةً للجميع لممارسةِ شعائرهم بحرّيةٍ وكرامةٍ.

 

**مفاتحاتٌ في الاجتماع والدِّين والسياسة:**

 

يُناقش كتاب **"مفاتحاتٌ فلسفيّةٌ في الاجتماع والدِّين والسياسة"** مجموعةً من المسائلِ الفلسفيّةِ ذاتِ الصلةِ بالاجتماع والدّين والسياسة.

 

ومن بين المواضيع التي يُسلّط الكتابُ الضوءَ عليها:

 

*   **التسالميّة في عالم متعدّد الأديان والثقافات:** يرى عون أنّ التنوع الدينيّ والثقافيّ يُشكل فرصةً للتّنمية والتّطور،

    ولكنّه يُؤكّد على أهمّيةِ بناءِ مجتمعٍ تسالميٍّ يُحترم فيه الجميع.

*   **دور الدين في الحياة العامة:** يُجادل عون بأنّ الدين هو أمرٌ شخصيٌّ، وأنّ الدولة لا ينبغي أن تتدخل في الشؤونِ الدّينيّةِ.

    فالدولة العلمانيّة، كما يرى، تُوفّر الحرّيةَ الدّينيّةَ للجميع،

    ولكنّها لا تُجبر أيّ مواطنٍ على اعتناقِ أيّ دينٍ أو التّصرّفِ وفقَ قواعدٍ دّينيّةٍ.

*   **طبيعة العنف وسبل القضاء عليه:** يعتقد عون أنّ العنف هو مظهرٌ من مظاهرِ التّخلّفِ والإقصاءِ،

    وأنّه ينتج عن انعدامِ العدالةِ وغيابِ ثقافةِ الحوارِ.

    ويُشدّد على أهمّيةِ بناءِ مجتمعٍ يعتمد على القيمِ الإنسانيّةِ،

    مثلِ التسامحِ والعدالةِ والمساواةِ،

    للقضاءِ على العنفِ والتّخلّفِ.

*   **دور المرأة في المجتمع:** يُؤمن عون بأنّ المرأة هي شريكٌ أساسيٌّ في المجتمع،

    وتستحقّ المساواةَ في جميع المجالاتِ،

    من التعليمِ إلى العملِ،

    وأنّها تُساهم بشكلٍ كبيرٍ في التّنميةِ والتّقدّمِ.

*   **التحدّيات التي تواجه العالم العربيّ:**

    يُناقش عون التّحدّياتِ الكبيرةِ التي تواجه العالم العربيّ،

    مثلِ الحروبِ والفقرِ والتّطرّفِ،

    ويُشدّد على أهمّيةِ التّضامنِ بين الدول العربيةِ

    والعملِ المشتركِ لحلّ هذه المشاكلِ.

 

**الكتاب: مرآةٌ لفكرٍ إنسانيٍّ رحب:**

 

يُمكننا القول أنّ كتاب **"مفاتحاتٌ فلسفيّةٌ في الاجتماع والدِّين والسياسة"** هو مرآةٌ لِفكرٍ إنسانيٍّ رحبٍ

    يُؤمن بالتّسامحِ والتّعدّديّةِ والعدالةِ.

 

ويُقدم لنا عون رؤيته الفلسفيّة

    حولِ طبيعةِ الإنسانِ والعالمِ

    ودورِ الفكرِ في بناءِ مجتمعٍ عادلٍ ومسالمٍ.

 

ويُشكل الكتابُ

    منصةً مهمّةً للنقاشِ الفكريِّ،

    ويُحفّزنا

    على

    التفكيرِ

    في

    طبيعةِ

    علاقاتِنا

    مع

    الآخرِ

    ودورِنا

    في

    بناءِ

    مستقبلٍ

    أفضلِ

    للجميعِ.

author-img
Tamer Nabil Moussa

تعليقات

ليست هناك تعليقات

    google-playkhamsatmostaqltradent