recent
أخبار ساخنة

## النّص عند رولان بارت: قراءةٌ حفريّةٌ حَذَاقَة

 

 

 

## النّص عند رولان بارت: قراءةٌ حفريّةٌ حَذَاقَة

 

يُعَدّ رولان بارت واحدًا من أهمّ النّقّاد الأدبيّين في القرن العشرين، و يُعرف بتطويرهِ لِمُقاربةٍ نقديّةٍ فريدةٍ تتجاوزُ التّحليلاتِ التقليديّةَ لِلنّص الأدبيّ.  تُركّزُ مقاربتهُ على تحريرِ النّصّ من قبضةِ المُؤَلّفِ، مُفسحًا المجالَ لِلقارئِ لِخلقِ معنىٍ خاصٍّ بهِ، مُعتمدًا على سياقٍ ثقافيٍّ أوسع.


## النّص عند رولان بارت: قراءةٌ حفريّةٌ حَذَاقَة

## النّص عند رولان بارت: قراءةٌ حفريّةٌ حَذَاقَة



 

تُشيرُ دراسةُ بارتِ  لِلنّصّ إلى أنّ القراءةَ لا تُعَدّ مُجرّدَ استقبالٍ لِمُعانٍ مُحدّدةٍ، بل هي عمليةُ تفكيرٍ و تحليلٍ مُستمرٍّ،  يُشكّلُ فيهِ القارئُ جزءًا لا يتجزّأ من  عمليةِ  فهمِ  النّصّ. يُشبهُ بارتُ النّصَّ بنسيجٍ مُعقّدٍ،  يُتكونُ من خيوطٍ مُتداخلةٍ  تُشكلُهُ،  تُمثّلُ كُلّ خيطٍ  مُؤثّرًا ثقافيًّا أو فكريًّا أو تاريخيًّا. 

 

ولِذلك، يُرى أنّ   "مُوتِ المُؤَلّف"  - كما يُطلقُ عليهِ بارتُ -  لا يُشيرُ  إلى إلغاءِ دورِ المُؤَلّفِ تمامًا، بل إلى ضرورةِ تحريرِ النّصّ من قبضتهِ،  و  إفساحِ المجالِ  لِلقارئِ لِكي يُصبحَ شريكًا  في  فهمِهِ  و  تحليلهِ.  يُقرّرُ القارئُ -  وفقا لِفلسفةِ بارتِ -  معنىَ  النّصّ  بِناءً على خبرتهِ  و  ثقافتهِ  و  سياقهِ  الزّمنيّ  و  المكانيّ.

 

لا يُمكنُ تجاهلُ  أهمّيّةِ  دورِ  المُؤَلّفِ  تمامًا  في  فهمِ  النّصّ،  فَتَاريخُهُ  و  تجربتهُ  و  فكرهُ  تُؤثّرُ بشكلٍ  لا يُمكنُ  تجاهلهُ  في  شكلِ  النّصّ  و  مضمونهِ.  يُمكنُ  لِلقارئِ  أنْ  يُعرّفَ  على  الظّروفِ  التّي  أُنتجَ  فيهِ  النّصّ،  و  الظّروفِ  التّي  عاشَ  فيها  المُؤَلّفُ  و  التّياراتِ  الفكريّةِ  التّي  تأثّرَ  بها.  لكنّ  هذا  لا  يُلغي  دورَ  القارئِ  في  تحديدِ  معنىَ  النّصّ  بِناءً  على  تفسيراتِهِ  و  خبرتهِ  الشّخصيّة.

 

يشيرُ بارتُ إلى  تعددّيّةِ  المعانيِ  الّتي  يُمكنُ  أنْ  يُنتجها  النّصّ،  فهوَ  لا  يُحَدّدُ  معنىً  واحدًا  فقط،  بل  يُفتحُ  الأبوابَ  لِتفسيراتٍ  مُختلفةٍ  و  مُتعدّدةٍ  بِناءً  على  الظّروفِ  و  التّجربةِ  الشّخصيّةِ  لِلقارئِ.  و  لِذلك،  يُصبحُ  النّصُّ  مجالًا  لِحوارٍ  مُستمرٍّ  بينَ  المُؤَلّفِ  و  القارئِ،  بينَ  الماضيِ  و  الحاضرِ،  بينَ  الواقعِ  و  الخيالِ.


 

تُعَدُّ  "مُوتِ المُؤَلّف"  مُفاهيمَ  أساسيّةَ  في  مقاربةِ  رولانِ  بارتِ  لِلنّصّ،  و  هيَ  تُمثّلُ  مُحاولةً  لِتحريرِ  النّصّ  من  قيدِ  المُؤَلّفِ  و  الظّروفِ  التّي  أُنتجَ  فيهِ،  و  إفساحِ  المجالِ  لِلقارئِ  لِكي  يُصبحَ  شريكًا  في  فهمِهِ  و  تفسيرهِ.  و  لِذلك،  تُصبحُ  قراءةُ  النّصّ  عمليةً  مُتفاعلةً  و  مُستمرّةً  يُشاركُ  فيها  كُلّ  من  المُؤَلّفِ  و  القارئِ  و  السّياقِ  الثّقافيِّ  الّذي  يُحيطُ  بِالنّصّ.

 

ولكن،  يُعترضُ  بعضُ  النّقّادِ  على  فكرةِ  "مُوتِ المُؤَلّف"  بِحجّةِ أنّ  المُؤَلّفَ  يُمثّلُ  مُصدرًا  أصيلًا  لِلفكرِ  و  التّجربةِ  الّتي  تُشكلُ  النّصّ.  فَالنّصّ  لا  يُمكنُ  فهمُهُ  بِشكلٍ  كاملٍ  دونَ  معرفةِ  الظّروفِ  التّي  أُنتجَ  فيهِ،  و  دونَ  معرفةِ  التّياراتِ  الفكريّةِ  التّي  تأثّرَ  بها  المُؤَلّفُ  و  تجربتهُ  الشّخصيّة.

 

يُمكنُ  أنْ  نُقرّرَ  أنّ  فكرةِ  "مُوتِ المُؤَلّف"  تُعَدُّ  مُجازًا  أدبيًّا  يُشيرُ  إلى  ضرورةِ  تحريرِ  النّصّ  من  قيدِ  المُؤَلّفِ  و  الظّروفِ  الّتي  أُنتجَ  فيهِ،  و  إفساحِ  المجالِ  لِلقارئِ  لِكي  يُصبحَ  شريكًا  في  فهمِهِ  و  تفسيرهِ.  و  لِذلك،  لا  تُلغي  فكرةُ  "مُوتِ المُؤَلّف"  دورَ  المُؤَلّفِ  تمامًا،  بل  تُشيرُ  إلى  ضرورةِ  اعتبارِ  النّصّ  كَوحدةٍ  مُستقلّةٍ  يُمكنُ  لِلقارئِ  أنْ  يُفسّرهُ  بِشكلٍ  مُستقلٍّ  دونَ  الِاعتمادِ  كُلّيًّا  على  سيرةِ  المُؤَلّفِ  و  ظروفِ  إنتاجِ  النّصّ.

 

تُعَدُّ  مقاربةُ  بارتِ  لِلنّصّ  مُحاولةً  لِتوسيعِ  أفقِ  النّقدِ  الأدبيّ،  و  لِخلقِ  فضاءٍ  لِلقارئِ  لِكي  يُشاركَ  في  فهمِ  النّصّ  و  تفسيرهِ  بِشكلٍ  مُستقلٍّ.  تُركّزُ مقاربتهُ على  تحليلِ  اللغةِ  و  البنيةِ  و  التّراكيبِ  و  الِاشاراتِ  الّتي  تُشكّلُ  النّصّ،  و  تُبيّنُ  أنّ  النّصّ  لا  يُعَدُّ  مُجرّدَ  مُعانٍ  ثابتةٍ،  بل  يُصبحُ  مجالًا  لِحوارٍ  مُستمرٍّ  بينَ  المُؤَلّفِ  و  القارئِ  و  السّياقِ  الثّقافيِّ  الّذي  يُحيطُ  بِالنّصّ.

 

يُمكنُ  أنْ  نُلخّصَ  أهمّ  مُلامحِ  مقاربةِ  بارتِ  لِلنّصّ  في  النّقاطِ  التّاليّة:

 

* **تحريرُ النّصّ من قبضةِ المُؤَلّف**:  تُشيرُ فكرةُ "مُوتِ المُؤَلّف"  إلى  ضرورةِ  تحريرِ  النّصّ  من  قيدِ  المُؤَلّفِ  و  الظّروفِ  الّتي  أُنتجَ  فيهِ،  و  إفساحِ  المجالِ  لِلقارئِ  لِكي  يُصبحَ  شريكًا  في  فهمِهِ  و  تفسيرهِ.

* **تعددّيّةُ المعاني**:  يُؤكّدُ بارتُ  على  أنّ  النّصّ  لا  يُحَدّدُ  معنىً  واحدًا  فقط،  بل  يُفتحُ  الأبوابَ  لِتفسيراتٍ  مُختلفةٍ  و  مُتعدّدةٍ  بِناءً  على  الظّروفِ  و  التّجربةِ  الشّخصيّةِ  لِلقارئِ.

* **أهمّيّةُ السّياقِ الثّقافيّ**:  يُؤكّدُ بارتُ  على  أهمّيّةِ  السّياقِ  الثّقافيِّ  في  فهمِ  النّصّ،  فَالنّصّ  لا  يُمكنُ  فهمُهُ  بِشكلٍ  كاملٍ  دونَ  معرفةِ  الظّروفِ  التّي  أُنتجَ  فيهِ  و  التّياراتِ  الفكريّةِ  التّي  تأثّرَ  بها  المُؤَلّفُ.

* **قراءةٌ حفريّةٌ حَذَاقَة**:  تُشيرُ مقاربةُ بارتِ  إلى  ضرورةِ  القراءةِ  العميقةِ  و  التّحليلِ  الِدقيقِ  لِلنّصّ  لِكشفِ  عن  معانيهِ  المُتعدّدةِ  و  مُستوياتِهِ  المُختلفة.

 

تُعَدُّ  مقاربةُ  بارتِ  لِلنّصّ  مُحاولةً  لِتوسيعِ  أفقِ  النّقدِ  الأدبيّ،  و  لِخلقِ  فضاءٍ  لِلقارئِ  لِكي  يُشاركَ  في  فهمِ  النّصّ  و  تفسيرهِ  بِشكلٍ  مُستقلٍّ.  تُركّزُ مقاربتهُ  على  تحليلِ  اللغةِ  و  البنيةِ  و  التّراكيبِ  و  الِاشاراتِ  الّتي  تُشكّلُ  النّصّ،  و  تُبيّنُ  أنّ  النّصّ  لا  يُعَدُّ  مُجرّدَ  مُعانٍ  ثابتةٍ،  بل  يُصبحُ  مجالًا  لِحوارٍ  مُستمرٍّ  بينَ  المُؤَلّفِ  و  القارئِ  و  السّياقِ  الثّقافيِّ  الّذي  يُحيطُ  بِالنّصّ.

 

ولكن،  لا  تُخلو  مقاربةُ  بارتِ  من  النّقدِ  و  التّساؤلاتِ،  فَبعضُ  النّقّادِ  يُرى  أنّ  فكرةَ  "مُوتِ المُؤَلّف"  تُؤدّي  إلى  إلغاءِ  دورِ  المُؤَلّفِ  تمامًا،  و  أنّ  النّصّ  لا  يُمكنُ  فهمُهُ  بِشكلٍ  كاملٍ  دونَ  معرفةِ  الظّروفِ  التّي  أُنتجَ  فيهِ،  و  دونَ  معرفةِ  التّياراتِ  الفكريّةِ  التّي  تأثّرَ  بها  المُؤَلّفُ.

 

و  مُنذُ  ظهورِ  أفكارِ  رولانِ  بارتِ،  تغيّرتْ  مُقاربةُ  النّقدِ  الأدبيّ  لِلنّصّ  بشكلٍ  كبيرٍ.  و  أصبحتْ  فكرةُ  "مُوتِ المُؤَلّف"  مُوضوعًا  لِحوارٍ  مُستمرٍّ  بينَ  النّقّادِ  و  الباحثينِ  في  مجالِ  النّقدِ  الأدبيّ،  و  أصبحتْ  مُحاولةً  لِفهمِ  النّصّ  بِشكلٍ  أعمقَ  و  أشملَ.

 

و  في  النّهاية،  يُمكنُ  أنْ  نُقرّرَ  أنّ  مقاربةَ  بارتِ  لِلنّصّ  لا  تُمثّلُ  نظامًا  ثابتًا،  بل  هيَ  مُحاولةٌ  لِفهمِ  النّصّ  بِشكلٍ  أكثرَ  مرونةً  و  تفاعلًا.  و  تُشيرُ  مقاربتهُ  إلى  أنّ  النّصّ  لا  يُعَدُّ  مُجرّدَ  مُعانٍ  ثابتةٍ،  بل  يُصبحُ  مجالًا  لِحوارٍ  مُستمرٍّ  بينَ  المُؤَلّفِ  و  القارئِ  و  السّياقِ  الثّقافيِّ  الّذي  يُحيطُ  بِالنّصّ. 

author-img
Tamer Nabil Moussa

تعليقات

ليست هناك تعليقات

    google-playkhamsatmostaqltradent