## سيرة أول امرأة سعودية تتخصص في علم الأنثروبولوجيا: رحلة ثريا التركي بين الهوية والثقافة

 

 

 

ذئب العائلة: رحلةٌ في ظلال الحزن والعنف

تُقدم لنا رواية "ذئب العائلة" رحلةً مُثيرةً في قلب مدينة طرابلس اللبنانية، حيث تتداخل خيوط القصة مع خيوط المدينة، لتشكل نسيجًا غنيًا بالدراما والحزن والعنف. بطل الرواية، حسن السبع، هو شابٌّ يُحَدّق في العالم بعينٍ مُتعبةٍ، مُحملةٍ بمشاعر الكراهية لِما يُحيط به، باستثناء أمه، تلك التي تُمثّل له ملجأه الوحيد في عالمٍ قاسٍ.

ذئب العائلة: رحلةٌ في ظلال الحزن والعنف

 

تُسلّط الرواية الضوء على حياة حسن، مُنذ طفولته، حيث يُعاني من الوحدة والحرمان نتيجة اختفاء أمه، وغياب الأبوة الحقيقية. يُصبح الطفل حسن شاهداً على عالمٍ مليء بالعنف والقسوة، مُراقباً أسرارَ الناس من خلال عينيه النّافذة، منتقلاً بين دروب المدينة الضيّقة ومُراقبة زواياها المُظلمة، مُدركًا أنّه ورث ذئبيةً في دمه تُجعله مُرهقًا ومُتشوّقًا للانتقام من الكون الذي حَرَمَه من حُبّه الأوّل، أمه.

 

 

تُعرّفنا الرواية على عالمٍ مُتشابكٍ من العلاقات المُعقدة، حيث تُصبح الأسرة رمزًا للصراع الداخلي، وَمُجسّدًا للعُنف المُتوارث. تُصبح قصة حسن، قصةَ عائلته بكاملها، حيث تتداخل مصائرهم، وتُصبح شُبكاتهم المُتداخلة مُحاطةً بالأسرار والحقد، مُحولةً العائلة إلى سجنٍ مُظلمٍ، مُحاطٍّ بسياجٍ من الخوف.

تُلقي الرواية الضوء على بيئة المدينة، مُسْتَخدمةً تفاصيلَها كخلفيةٍ للتّشويق، حيث تُصبح الشوارعُ والأزقةُ والكنائسُ وصورةَ الفقر المُزمنِ، شاهدةً على آلام الشخصيات وحُزْنِهم. تُسلّط الرواية الضوء على تفاصيل الحياة اليومية في مدينة طرابلس، مع التركيز على التّناقضات الاجتماعية والاقتصادية التي تُشكل الحياة اليومية في المدينة.

 

 

يُصبح حسن السبع في مواجهةٍ صعبةٍ مع ذئبه الداخلي، حيث يُحاول التّصالح مع حزنه، ومواجهة الواقعِ المُرّ الذي يُحيط به، ليكتشف حقيقةَ أنه لا يمكنه الهروب من ماضيه، ولا من حقيقةِ ذئبهِ الداخلي.

تُسلّط الرواية الضوء على التّاريخِ المُعقّد لِمدينةِ طرابلس، مُستخدِمةً تاريخها كرمزٍ لِلعُنفِ والتّناقضاتِ التي تُشكلُ هُويةَ المدينةِ.

تُعرّفنا الرواية على شخصياتٍ ثانويةٍ تُضفي على القصةِ عمقًا جديدًا، من بينهمِ أصدقاءَ حسنِ وِأفرادِ عائلتهِ، كلٌّ مُحاطٌ بمُشكلاتِهِ وصراعاتِهِ الخاصّةِ، مُجسّدينَ مُشكلاتِ المدينةِ و مشاعرِ السكانِ.

 

 

تُصبح الروايةُ رحلةً في ظلالِ الحزنِ وِالعنفِ، مُخلّصةً لِلقصةِ مُرَّةً في الواقعِ، مُستخدِمةً الخيالِ لِتُغني السردِ وَتُضيفَ على القصةِ بُعدًا جديدًا، مُجسّدةً الظّلامِ وَالآلامِ الداخليّةِ للشخصياتِ وَتُسلّطُ الضوءَ على العواملِ التي تُشكّلُ السلوكِ الإنسانيّ، مُوضِحةً الربطَ بينَ الظّروفِ المُحيطةِ وَالداخليّةِ لِلبشريّةِ.

 

 

تُصبح رواية "ذئب العائلة" قصةً مُثيرةً لِلفكرِ وَالتّأملِ، مُخلّصةً للواقعِ وَتُقدّمُ رؤيةً صريحةً لِلعُنفِ وَالحزنِ وَالظّلمِ الذي يُصيبُ العديدَ منَ الناسِ في مجتمعاتِنا، مُثيرةً مُشاعرِ الشّفقةِ وَالتّعاطفِ مَعَ الشخصياتِ وَتُسلّطُ الضوءَ على مُشكلاتِ المجتمعِ وَتُقدّمُ انعكاسًا لِلرّوحِ اللبنانيّةِ وَآلامِها