recent
أخبار ساخنة

## رحيل ماريو فارغاس يوسا: عملاق الأدب اللاتيني وحائز "نوبل" يطوي صفحة حافلة

الصفحة الرئيسية

 

## رحيل ماريو فارغاس يوسا: عملاق الأدب اللاتيني وحائز "نوبل" يطوي صفحة حافلة

 

**ليما - (وكالات)**

 

ببالغ الحزن والأسى، ودّع عالم الأدب والثقافة يوم الأحد قامة أدبية رفيعة، هو الكاتب البيروفي العالمي ماريو فارغاس يوسا، الذي تُوفي في العاصمة ليما عن عمر ناهز 89 عاماً، محاطاً بأفراد عائلته، تاركاً وراءه إرثاً أدبياً وفكرياً هائلاً سيظل علامة فارقة في تاريخ الأدب اللاتيني والعالمي.


ببالغ الحزن والأسى، ودّع عالم الأدب والثقافة يوم الأحد قامة أدبية رفيعة، هو الكاتب البيروفي العالمي ماريو فارغاس يوسا، الذي تُوفي في العاصمة ليما عن عمر ناهز 89 عاماً، محاطاً بأفراد عائلته، تاركاً وراءه إرثاً أدبياً وفكرياً هائلاً سيظل علامة فارقة في تاريخ الأدب اللاتيني والعالمي.
## رحيل ماريو فارغاس يوسا: عملاق الأدب اللاتيني وحائز "نوبل" يطوي صفحة حافلة

أعلن نجله ألفارو فارغاس يوسا نبأ الوفاة عبر منصة "إكس"، في رسالة مؤثرة وقعها مع شقيقيه غونزالو ومورغانا، جاء فيها: "ببالغ الحزن والأسى نعلن أن والدنا ماريو فارغاس يوسا تُوفي بسلام في ليما، اليوم، محاطاً بعائلته". وأوضحت العائلة أنه سيتم حرق جثمانه في مراسم خاصة، دون إقامة أي تكريم عام، احتراماً لوصيته ورغبة العائلة. وقد أكد الخبر أيضاً محاميه وصديقه المقرب، إنريكي غيرسي، الذي استذكر عيد ميلاد الكاتب الأخير في مارس الماضي، قائلاً: "لقد أمضى حياته سعيداً... عاش حياة طويلة ومثمرة وحرة".

يُعتبر فارغاس يوسا

 الحائز على جائزة نوبل للآداب عام 2010، أحد أبرز رموز "الفورة" أو "الطفرة" الأدبية التي شهدتها أميركا اللاتينية في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، إلى جانب عمالقة آخرين مثل الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز والأرجنتيني خوليو كورتازار. لم يكن مجرد روائي.

  • بل كان كاتباً موسوعياً غزير الإنتاج، شملت أعماله الرواية، والمقالة، والنقد الأدبي، والمسرح. كما
  •  عُرف بمساهماته المنتظمة كاتباً للرأي في صحيفة "الشرق الأوسط" وغيرها من الصحف العالمية
  •  من خلال عموده الشهير "بيدرا دي توكي" (أحجار الاختبار).

 مكان

وُلد خورخي ماريو بيدرو فارغاس يوسا في 28 مارس 1936 بمدينة أريكيبا البيروفية.

 نشأ في كنف والدته وجديه بعد انفصال والديه قبل ولادته، ولم يعرف بوجود والده إلا في سن العاشرة. شكلت تجربة التحاقه بأكاديمية ليونسيو برادو العسكرية بناءً على رغبة والده الصارم، والتي وصفها لاحقاً بأنها "اكتشاف الجحيم"، مصدر إلهام لروايته الأولى والرائدة "زمن البطل" (La ciudad y los perros) عام 1963. أحدثت هذه الرواية ضجة كبيرة وأثارت غضب المؤسسة العسكرية في بيرو التي أحرقت نسخاً منها، لكنها في المقابل منحته جائزة النقاد الإسبان ووضعته بقوة على خريطة الأدب العالمي.

 

  1. توالت بعد ذلك أعماله الهامة التي رسخت مكانته، ومن أبرزها "البيت الأخضر" (La casa
  2.  verde)، و"محادثة في الكاتدرائية" (Conversación en La Catedral) عام 
  3. 1969، والتي تعتبر من كلاسيكيات الأدب اللاتيني، و"حرب نهاية العالم" (La guerra del fin
  4.  del mundo)، و"امتداح الخالة" (Elogio de la madrastra)، وصولاً إلى روايته الشهيرة
  5.  "عيد التيس" (La fiesta del Chivo) التي تناولت حقبة دكتاتور الدومينيكان تروخيو، وروايات
  6.  استلهمت شخصيات تاريخية مثل "الطريق إلى الجنة" عن حياة فلورا تريستان وبول غوغان، و"حلم
  7.  السلتي" عن روجر كيسمنت، وروايته الأخيرة "أوقات عصيبة" (Tiempos recios) عام 2019.

 

استمد فارغاس يوسا الكثير من أعماله من واقع بلده بيرو، الذي وصف علاقته به بأنها "شديدة وقاسية ومليئة بعنف العاطفة"، مصوراً تناقضاته الاجتماعية والسياسية، من وحشية العسكر وفساد النخب إلى حياة السكان الأصليين في الأمازون وتدهور المدن.

 

لم تقتصر حياة فارغاس يوسا على الأدب

 

## رحيل ماريو فارغاس يوسا: عملاق الأدب اللاتيني وحائز "نوبل" يطوي صفحة حافلة

 بل كان له حضور بارز في الشأن العام والسياسي.

 عُرف بمواقفه الفكرية المتحولة؛ فبعد أن كان من مناصري الثورة الكوبية في بداياتها، خاب أمله لاحقاً وتحول إلى ليبرالي مدافع بشراسة عن الديمقراطية والحريات الفردية والاقتصادية، ومنتقد لاذع للأنظمة الشمولية واليسارية المتطرفة في أميركا اللاتينية، مما أدى إلى تباعده عن بعض أصدقائه الأدباء، ومن أشهر الحوادث في هذا السياق، الشجار الشهير الذي وصل حد الاشتباك بالأيدي مع صديقه السابق غارسيا ماركيز عام 1976.

 

  • بلغ انخراطه السياسي ذروته عام 1990 عندما ترشح لرئاسة بيرو في مواجهة ألبرتو فوجيموري،
  •  لكنه خسر الانتخابات، ليعود ويتفرغ كلياً للأدب والكتابة، وهو ما اعتبره البعض "مكسباً للأدب"،
  •  على حد تعبير صديقه الكاتب الكوبي غييرمو كابريرا إنفانتي.

 

على الصعيد الشخصي، تزوج من ابنة عمه باتريشيا يوسا عام 1965 وأنجب منها ثلاثة أبناء، واستمر زواجهما خمسين عاماً قبل الانفصال، ليرتبط بعدها بالشخصية الاجتماعية الإسبانية إيزابيل بريسلر، قبل انفصالهما مجدداً عام 2022.

 الختام

برحيل ماريو فارغاس يوسا، يفقد الأدب العالمي صوتاً فريداً ومفكراً جريئاً، ترك بصمات لا تُمحى من خلال رواياته ومقالاته ومواقفه التي عكست تعقيدات التجربة الإنسانية والسياسية في أميركا اللاتينية والعالم. سيظل إرثه الأدبي الغني مصدر إلهام ودراسة لأجيال قادمة من القراء والكتاب.


## رحيل ماريو فارغاس يوسا: عملاق الأدب اللاتيني وحائز "نوبل" يطوي صفحة حافلة


author-img
Tamer Nabil Moussa

تعليقات

ليست هناك تعليقات

    google-playkhamsatmostaqltradent