recent
أخبار ساخنة

## رائعة همنغواي الخالدة «وداعاً للسلاح»: عودة متجددة إلى المكتبة العربية

الصفحة الرئيسية

 

## رائعة همنغواي الخالدة «وداعاً للسلاح»: عودة متجددة إلى المكتبة العربية

 

**مقدمة**

 

في خطوة ثقافية لافتة، وبجهود دار النشر المصرية الواعدة «أقلام عربية»، تعود إلى الواجهة واحدة من أبرز أيقونات الأدب العالمي، رواية «وداعاً للسلاح» للأديب الأمريكي الحائز على جائزة نوبل، إرنست همنغواي (1899-1961). تأتي هذه الطبعة الجديدة، التي حملت توقيع المترجم مراد الزمر، لتجدد الصلة بين القارئ العربي وعمل روائي فارق، لم تزل أصداؤه تتردد بقوة في أروقة الأدب والفكر الإنساني، مقدمةً شهادة فنية عميقة على عبثية الحرب وجوهر التجربة الإنسانية في مواجهة أقسى الظروف.


في خطوة ثقافية لافتة، وبجهود دار النشر المصرية الواعدة «أقلام عربية»، تعود إلى الواجهة واحدة من أبرز أيقونات الأدب العالمي، رواية «وداعاً للسلاح» للأديب الأمريكي الحائز على جائزة نوبل، إرنست همنغواي (1899-1961). تأتي هذه الطبعة الجديدة، التي حملت توقيع المترجم مراد الزمر، لتجدد الصلة بين القارئ العربي وعمل روائي فارق، لم تزل أصداؤه تتردد بقوة في أروقة الأدب والفكر الإنساني، مقدمةً شهادة فنية عميقة على عبثية الحرب وجوهر التجربة الإنسانية في مواجهة أقسى الظروف.
## رائعة همنغواي الخالدة «وداعاً للسلاح»: عودة متجددة إلى المكتبة العربية

## رائعة همنغواي الخالدة «وداعاً للسلاح»: عودة متجددة إلى المكتبة العربية

**همنغواي والحرب تجربة شخصية انعكست إبداعاً**

 


## رائعة همنغواي الخالدة «وداعاً للسلاح»: عودة متجددة إلى المكتبة العربية

لا يمكن فصل رواية «وداعاً للسلاح» عن سيرة كاتبها؛ فهمنغواي،

 الذي خبر بنفسه أهوال الحرب العالمية الأولى كسائق سيارة إسعاف متطوع على الجبهة الإيطالية وأصيب فيها بجروح بليغة، نسج من خيوط تجربته الشخصية وذاكرته المثقلة بالمشاهد القاسية، عالماً روائياً ينبض بالواقعية المؤلمة والصدق الفني.

  •  يُعتبر همنغواي من أعمدة الأدب الأمريكي والعالمي في القرن العشرين، وقد ترك بصمة لا تُمحى
  •  بأسلوبه المميز، المعروف بـ"نظرية الجبل الجليدي"، حيث البساطة الظاهرية للغة تخفي تحتها
  •  طبقات عميقة من المعاني والمشاعر غير المصرح بها.

 

**حب يزهر في ساحة المعركة**

 


## رائعة همنغواي الخالدة «وداعاً للسلاح»: عودة متجددة إلى المكتبة العربية

تدور أحداث الرواية في إيطاليا خلال سنوات الحرب العالمية الأولى الدامية.

 نتعرف على البطل، فريدريك هنري، وهو ملازم أمريكي شاب يعمل في وحدة الإسعاف، شاهداً يومياً على الموت والدمار الذي تخلفه آلة الحرب العمياء. في خضم هذه الفوضى، تُلقي به الأقدار، إثر إصابة خطيرة كادت تودي بحياته، بين يدي الممرضة الإنجليزية الجذابة، كاترين باركلي. هذه الإصابة، التي بدت نقمة في ظاهرها، تتحول إلى نافذة نحو تجربة إنسانية مغايرة، حيث تنشأ بين فريدريك وكاترين قصة حب رومانسية جارفة، تصبح ملاذهما الهش في مواجهة عالم ينهار من حولهما.

 

  1. تُعدّ علاقة الحب هذه المحور العاطفي للرواية، لكنها ليست مجرد قصة رومانسية تقليدية. همنغواي
  2.  يستخدمها ببراعة لتسليط الضوء على التناقض الصارخ بين دفء المشاعر الإنسانية وبرودة
  3.  ووحشية الحرب. فالحب هنا يمثل بحثاً يائساً عن معنى وقيمة للحياة وسط الموت العبثي، ومحاولة
  4.  للتمسك بالجمال والبراءة في وجه القبح والدمار.

 

**صرخة احتجاج ضد عبثية الحرب**

 


## رائعة همنغواي الخالدة «وداعاً للسلاح»: عودة متجددة إلى المكتبة العربية

رغم أن قصة الحب تحتل مساحة بارزة، فإن الرسالة الأعمق والأكثر إلحاحاً في «وداعاً للسلاح» هي إدانتها الصريحة للحرب. 

من خلال عيني فريدريك هنري وتأملاته الداخلية، يكشف همنغواي النقاب عن الوجه الحقيقي للحرب: ليست بطولات زائفة وشعارات رنانة، بل هي فوضى، معاناة، خوف، وضياع إنساني. البطل، الذي يبدأ الرواية كمتطوع يؤدي واجبه، يتغير تدريجياً بفعل ما يراه ويختبره. تتلاشى الأوهام البطولية ليحل محلها شعور عميق بالاشمئزاز والرفض لهذا العنف المنظم.

 

  • تتساءل الرواية عن جدوى التضحيات، وعن معنى الشرف والواجب في سياق لا يبدو فيه إلا الموت
  •  المجاني والدمار الشامل. يصبح "الوداع" في العنوان ليس فقط وداعاً للسلاح بمعناه الحرفي، بل هو
  •  وداع للأوهام، وداع للمُثل العليا التي سحقتها الحرب، وربما وداع للحياة نفسها كما عرفها الأبطال
  •  قبل أن تطأ أقدامهم أرض المعركة.

 

**أسلوب همنغواي وتجسيد الأجواء**

 


## رائعة همنغواي الخالدة «وداعاً للسلاح»: عودة متجددة إلى المكتبة العربية
## رائعة همنغواي الخالدة «وداعاً للسلاح»: عودة متجددة إلى المكتبة العربية

تتجلى عبقرية همنغواي في قدرته على نقل الأجواء والمشاعر بأقل عدد ممكن من الكلمات.

 أسلوبه الجاف، المباشر، والمقتصد يترك أثراً قوياً، مجسداً حالة الخواء والتبلد العاطفي التي تصيب الكثيرين في زمن الحرب. المقتطف الذي تم إيراده في الإعلان عن الطبعة الجديدة، والذي يصف مرور الفرق العسكرية والغبار المتصاعد وتساقط أوراق الشجر المبكر، هو مثال حي على هذه القدرة التصويرية الفذة، حيث يرسم لوحة بصرية وصوتية كئيبة تعكس ثقل الحرب وخريف العمر الذي فرضته على الجميع.

 

**أهمية الطبعة الجديدة**

 

إن إعادة نشر «وداعاً للسلاح» بترجمة جديدة عن دار «أقلام عربية» يمثل إضافة قيمة للمكتبة العربية.

 فهو لا يتيح فقط للأجيال الجديدة من القراء العرب فرصة اكتشاف هذا العمل الكلاسيكي بلغته الأم، بل يؤكد أيضاً على الأهمية المستمرة للرسائل التي يحملها. في عالم لا يزال يعاني من ويلات الحروب والنزاعات، تظل صرخة همنغواي ضد العنف واللاإنسانية، ودعوته الضمنية للتمسك بالحب والرحمة، ذات راهنية مُلحة.

 

**خاتمة**

 

«وداعاً للسلاح» ليست مجرد رواية عن الحرب والحب، بل هي تأمل عميق في الحالة الإنسانية، في قدرة البشر على الحب والتدمير في آن واحد. إنها عمل أدبي خالد يستحق القراءة والتأمل، وهذه الطبعة الجديدة تمثل فرصة ثمينة لإعادة اكتشافه والغوص في عوالمه الغنية وتساؤلاته المؤرقة التي لا تزال تدوي بقوة حتى يومنا هذا.


## رائعة همنغواي الخالدة «وداعاً للسلاح»: عودة متجددة إلى المكتبة العربية


author-img
Tamer Nabil Moussa

تعليقات

ليست هناك تعليقات

    google-playkhamsatmostaqltradent